جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ} (18)

قول تعالى ذكره : ألم نهلك الأمم الماضين الذين كذّبوا رسلي ، وجحدوا آياتي من قوم نوح وعاد وثمود ، ثم نتبعهم الاَخرين بعدهم ، ممن سلك سبيلهم في الكفر بي وبرسولي ، كقوم إبراهيم وقوم لوط ، وأصحاب مدين ، فنهلكهم كما أهلكنا الأوّلين قبلهم ، كَذَلك نَفْعَلُ بالمُجْرِمِينَ يقول : كما أهلكنا هؤلاء بكفرهم بي ، وتكذيبهم برسلي ، كذلك سُنّتي في أمثالهم من الأمم الكافرة ، فنهلك المجرمين بإجرامهم إذا طغوا وبغوا وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذّبِينَ بأخبار الله التي ذكرناها في هذه الاَية ، الجاحدين قُدرته على ما يشاء .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ} (18)

ووقعت جملة { كذلك نفعل بالمجرمين } موقَع البيان لجملة { ألم نُهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين } [ المرسلات : 16 ، 17 ] ، وهو كالتذييل يبين سبب وقوع إهلاك الأولين وأنه سبب لإِيقاع الإِهلاك بكل مجرم ، أي تلك سنة الله في معاملة المجرمين فلا محيص لكم عنها .

وذكر وصف { المجرمين } إيماء إلى أن سبب عقابهم بالإِهلاك هو إجرامهم .

والإِشارة في قوله : { كذلك } إلى الفعل المأخوذ من { نفعل ، } أي مثل ذلك الفعل نفعل .

و ( المجرمون ) من ألقاب المشركين في اصطلاح القرآن قال تعالى : { إن الذين أجرموا كانوا من الذي ءامنوا يضحكون } [ المطففين : 29 ] وسيأتي في هذه السورة { كُلُوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون } [ المرسلات : 46 ] .