الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ} (18)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

هكذا نفعل بالمجرمين يعني الكفار الظلمة. يخوف كفار مكة لئلا يكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، أي فاحذروا أيا أهل مكة، أن نفعل بكم كما فعلنا بالقرون الأولى.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

كما أهلكنا هؤلاء بكفرهم بي، وتكذيبهم برسلي، كذلك سُنّتي في أمثالهم من الأمم الكافرة، فنهلك المجرمين بإجرامهم إذا طغوا وبغوا.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

يحتمل وجهين:

أحدهما: أنه تهويل لهلاكهم في الدنيا اعتباراً.

الثاني: أنه إخبار بعذابهم في الآخرة استحقاقاً.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

[{كذلك نفعل بالمجرمين}] في المستقبل فتدخل هنا قريش وغيرها من الكفار.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم إنه تعالى لما بين أنه يفعل بهؤلاء المتأخرين مثل ما يفعل بأولئك المتقدمين قال: {كذلك نفعل بالمجرمين} أي هذا الإهلاك إنما نفعله بهم لكونهم مجرمين، فلا جرم في جميع المجرمين؛ لأن عموم العلة يقتضي عموم الحكم.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وقعت جملة {كذلك نفعل بالمجرمين} موقَع البيان لجملة {ألم نُهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين} [المرسلات: 16، 17]، وهو كالتذييل يبين سبب وقوع إهلاك الأولين وأنه سبب لإِيقاع الإِهلاك بكل مجرم، أي تلك سنة الله في معاملة المجرمين فلا محيص لكم عنها.

والإِشارة في قوله: {كذلك} إلى الفعل المأخوذ من {نفعل،} أي مثل ذلك الفعل نفعل.

و (المجرمون) من ألقاب المشركين في اصطلاح القرآن قال تعالى: {إن الذين أجرموا كانوا من الذي ءامنوا يضحكون} [المطففين: 29] وسيأتي في هذه السورة {كُلُوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون} [المرسلات: 46].