التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ} (14)

{ وَمَآ أَدْرَاكَ } ، - أيها المخاطب - { مَا يَوْمُ الفصل } ؟ إنه يوم هائل شديد ، لا تحيط العبارة بكنهه ، ولا يعلم إلا الله - تعالى - وحده مقدار أهواله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ} (14)

وإلى جانب هذا الهول في مشاهد الكون ، تعرض السورة أمرا عظيما آخر مؤجلا إلى هذا اليوم . . فهو موعد الرسل لعرض حصيلة الدعوة . دعوة الله في الأرض طوال الأجيال . . فالرسل قد أقتت لهذا اليوم وضرب لها الموعد هناك ، لتقديم الحساب الختامي عن ذلك الأمر العظيم الذي يرجح السماوات والأرض والجبال . للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة التي تنتهي إليها الأجيال والقرون . .

وفي التعبير تهويل لهذا الأمر العظيم ، يوحي بضخامة حقيقته حتى لتتجاوز مدى الإدراك :

( وإذا الرسل أقتت . لأي يوم أجلت ? ليوم الفصل . وما أدراك ما يوم الفصل ? ) . .

وظاهر من أسلوب التعبير أنه يتحدث عن أمر هائل جليل . فإذا وصل هذا الإيقاع إلى الحس بروعته وهوله ، الذي يرجح هول النجوم المطموسة والسماء المشقوقة والجبال المنسوفة . ألقى بالإيقاع الرعيب ، والإنذار المخيف :

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ} (14)

وجملة { وما أدراك ما يوم الفصل } في موضع الحال من يوم الفصل ، والواو واو الحال والرابط لجملة الحال إعادة اسم صاحب الحال عوضاً عن ضميره ، مثلُ { القارعةُ ما القارعةُ } [ القارعة : 1 ، 2 ] . والأصل : وما أدراك ما هو ، وإنما أُظهر في مقام الإِضمار لتقوية استحضار يوم الفصل قصداً لتهويله .

و { مَا } استفهامية مبتدأ و { أدراك } خبرٌ ، أي أعلمك . و { ما يوم الفصل } استفهام عُلق به فعل { أدْرَاك } عن العمل في مفعولين ، و { ما } الاستفهامية مبتدأ أيضاً و { يوم الفصل } خبر عنها والاستفهامان مستعملان في معنى التهويل والتعجيب .