التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

وهنا قال الأبناء لأبيهم في تذلل واستعطاف : { ياأبانا استغفر لَنَا ذُنُوبَنَآ } .

أى : تضرع إلى الله - تعالى - أن يغفر لنا ما فرط منا من ذنوب في حقك وفى حق أخوينا يوسف وبنيامين .

{ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } في حقك وفى حق أخوينا ، ومن شأن الكريم أن يصفح ويعفو عمن اعترف له بالخطأ .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

( قالوا : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ) .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

قال ابن عباس والضحاك : { الْبَشِيرُ } البريد .

وقال مجاهد والسدي : كان يهوذا بن يعقوب .

قال السدي : إنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص وهو ملطخ بدم كَذب ، فأراد{[15290]} أن يغسل ذلك بهذا ، فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه ، فرجع بصيرا .

وقال لبنيه عند ذلك : { أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } أي : أعلم أن الله سيرده إليَّ ، وقلت لكم : { إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ } ؟ . فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له : { يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } أي : من تاب إليه تاب عليه .

قال ابن مسعود ، وإبراهيم التَّيْمِيّ ، وعمرو بن قيس ، وابن جُرَيْج وغيرهم : أرجأهم إلى وقت السَّحَر .

وقال ابن جرير : حدثني أبو السائب ، حدثنا ابن إدريس ، سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكر عن محارب بن دثار قال : كان عمر ، رضي الله عنه ، يأتي المسجد فيسمع{[15291]} إنسانا يقول : " اللهم دعوتني فأجبت ، وأمرتني فأطعت ، وهذا السَّحَرُ فاغفر لي " . قال : فاستمع الصوت فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود . فسأل عبد الله عن ذلك فقال : إن يعقوب أخَّر بنيه إلى السحر بقوله : { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي } {[15292]}

وقد ورد في الحديث أن ذلك كان ليلة جمعة ، كما قال ابن جرير : أيضا : حدثني المثنى ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو{[15293]} أيوب الدمشقي ، حدثنا الوليد ، أنبأنا ابن جُرَيْج ، عن عطاء وعِكْرِمة ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي } يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة ، وهو قول أخي يعقوب لبنيه{[15294]} .

وهذا غريب من هذا الوجه ، وفي رفعه نظر ، والله أعلم .


[15290]:- في ت ، أ : "فأحب".
[15291]:- في أ : "فسمع".
[15292]:- تفسير الطبري (16/261).
[15293]:- في ت : "بن".
[15294]:- تفسير الطبري (16/262) وهذا إسناد فيه ثلاث علل : الأولى : عنعنه ابن جريج وهو مدلس لم يصرح بالسماع. الثانية : الوليد بن مسلم القرشي كان يهم في رفع الأحاديث ويدلس تدليس التسوية. الثالثة : سليمان بن عبد الرحمن تكلم فيه من جهة حفظه وبمثل هذا السند روي حديث دعاء نسيان القرآن ، وسبق الكلام عليه في فضائل القرآن.

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالُواْ يَأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنّا كُنّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّيَ إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ } .

يقول تعالى ذكره : قال ولد يعقوب الذين كانوا فرّقوا بينه وبين يوسف : يا أبانا سل لنا ربك يعف عنا ويستر علينا ذنوبنا التي أذنبناها فيك وفي يوسف فلا يعاقبنا بها في القيامة إنّا كُنّا خاطِئِينَ فيما فعلنا به ، فقد اعترفنا بذنوبنا . قال : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي يقول جل ثناؤه : قال يعقوب : سوف أسأل ربي أن يعفو عنكم ذنوبكم التي أذنبتموها فيّ وفى يوسف .

ثم اختلف أهل التأويل في الوقت الذي أخر الدعاء إليه يعقوب لولده بالاستغفار لهم من ذنبهم ، فقال بعضهم : أخر ذلك إلى السحر . ذكر من قال ذلك :

حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت عبد الرحمن بن إسحاق ، يذكر ، عن محارب ابن دثار ، قال : كان عمّ لي يأتي المسجد ، فسمع إنسانا يقول : اللهمّ دعوتني فأجبت وأمرتني فأطعت ، وهذا سَحَرٌ ، فاغفر لي قال : فاستمع الصوت فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود ، فسأل عبد الله عن ذلك ، فقال : إن يعقوب أخّر بنيه إلى السحر بقوله : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن محارب بن دثار ، عن عبد الله بن مسعود : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي قال : أخرهم إلى السحر .

قال : حدثنا أبو سفيان الحميريّ ، عن العوام ، عن إبراهيم التيميّ في قول يعقوب لبنيه : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي قال : أخرهم إلى السّحر .

قال : حدثنا عمرو ، عن خلاد الصّفّار ، عن عمرو بن قيس : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي قال : في صلاة الليل .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي قال : أخرّ ذلك إلى السّحرَ .

وقال آخرون : أخّر ذلك إلى ليلة الجمعة . ذكر من قال ذلك :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب الدمشقي ، قال : حدثنا الوليد ، قال : أخبرنا ابن جُريج ، عن عطاء وعكرمة ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي يقول : «حَتّى تَأُتِيَ لَيْلَةُ الجُمُعَةِ . وهو قَوْلُ أخي يَعْقُوبَ لبَنِيهِ » .

حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : أخبرنا ابن جريج ، عن عطاء وعكرمة مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قَدْ قالَ أخِي يَعْقُوبُ سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي ، يَقُولُ : حتى تَأْتيَ لَيْلَةُ الجُمُعَة » .

وقوله : إنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ يقول : إن ربّي هو الساتر على ذنوب التائبين إليه من ذنوبهم الرحيم بهم أن يعذّبهم بعد توبتهم منها .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

{ قالوا يا أبنا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين } ومن حق المعترف بذنبه أن يصفح عنه ويسأله المغفرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

وقوله : { قالوا : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا } الآية ، روي أن يوسف عليه السلام لما غفر لإخوته ، وتحققوا أيضاً أن يعقوب يغفر لهم ، قال بعضهم لبعض : ما يغني عنا هذا إن لم يغفر الله لنا ؟ ! فطلبوا - حينئذ - من يعقوب أن يطلب لهم المغفرة من الله تعالى ، واعترفوا بالخطأ ،

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ} (97)

وقولهم : { استغفر لنا ذنوبنا } توبة واعتراف بالذنب ، فسألوا أباهم أن يطلب لهم المغفرة من الله .