التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

ثم بين - سبحانه - ما قاله الغاوون لآلهتهم فقال : { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تالله إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ العالمين } .

أى : قال العابدون لمعبوديهم على سبيل المخاصمة لهم ، والتبرؤ منهم : تالله ما كنا إلا فى ضلال مبين ، وقت أن كنا فى الدنيا نسويكم برب العالمين فى العبادة مع أنكم خلق من خلقه لا تضرون ولا تنفعون .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

69

ثم نستمع إليهم في الجحيم . . إنهم يقولون لآلهتهم من الأصنام : ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين )فنعبدكم عبادته . إما معه وإما من دونه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

{ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } أي : يقول الضعفاء الذين استكبروا : { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ } [ غافر : 47 ] . ويقولون وقد عادوا على أنفسهم بالملامة : { تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } أي : نجعل أمركم مطاعًا كما يطاع أمر رب العالمين ، وعبدناكم مع ربِ العالمين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللّهِ إِن كُنّا لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ * إِذْ نُسَوّيكُمْ بِرَبّ الْعَالَمِينَ } .

يقول تعالى ذكره : قال هؤلاء الغاوون والأنداد التي كانوا يعبدونها من دون الله وجنود إبليس ، وهم في الجحيم يختصمون تاللّهِ إنْ كُنّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ يقول : تالله لقد كنا في ذهاب عن الحقّ ، إن كنا لفي ضلال مبين ، يبين ذهابنا ذلك عنه عن نفسه ، لمن تأمله وتدبره ، أنه ضلال وباطل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

{ قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين } على أن الله ينطق الأصنام فتخاصم العبدة . ويؤيده الخطاب في قوله :{ إذ نسويكم برب العالمين } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

ثم وصف تعالى أن أهل النار { يختصمون } فيها ويتلاومون ويأخذون في شأنهم بجدال ، ومن جملة قولهم لأصنامهم على جهة الإقرار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

يجوز أن يكون هذا من حكاية كلام إبراهيم عليه السلام أطنب به الموعظة لتصوير هول ذلك اليوم فتكون الجملة حالاً ، أو تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً كما سيأتي .

ويجوز أن يكون حكاية كلام إبراهيم انتهت عند قوله : { وجنود إبليس أجمعون } [ الشعراء : 95 ] أو عند قوله تعالى : { يوم يبعثون } [ الشعراء : 87 ] على ما استظهر ابن عطية . ويكون هذا الكلام موعظة من الله للسامعين من المشركين وتعليماً منه للمؤمنين فتكون الجملة استئنافاً معترضاً بين ذكر القصة والتي بعدها وهو استئناف بياني ناشىء عن قوله : { فكبكبوا فيها } [ الشعراء : 94 ] لأن السامع بحيث يسأل عن فائدة إيقاع الأصنام في النار مع أنها لا تفقه ولا تُحِسّ فبيّن له ذلك ، فحكاية مخاصمة عبدتها بينهم لأن رؤيتهم أصنامهم هو مثار الخصومة بينهم إذ رأى الأتباعُ كذب مضلّليهم معاينة ولا يجد المضلّلون تنصّلاً ولا تفصّياً ، فإن مذلة الأصنام وحضورها معهم وهم في ذلك العذاب أقوى شاهد على أنها لا تملك شيئاً لهم ولا لأنفسها .

وأما جملة : { وهم فيها يختصمون } فهي في موضع الحال ، وجملة { تالله } مقول القول ، وجملة : { إن كنا لفي ضلال مبين } جواب القسم . و { إنْ } مخففة من ( إنَّ ) الثقيلة وقد أهملت عن العمل بسبب التخفيف فإنه مُجوز للإهمال . والجملة بعدها سادّة مسد اسمها وخبرها . واقتران خبر ( كان ) باللام في الجملة التي بعدها للفرق بين { إنْ } المخففة المؤكدة وبين ( إنْ ) النافية ، والغالب أن لا تخلو الجملة التي بعد { إنْ } المخففة عن فعل من باب ( كان ) .