التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لِيَوۡمِ ٱلۡفَصۡلِ} (13)

وقوله : { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ . لِيَوْمِ الفصل . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الفصل . وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } تعليل لبلوغ الرسل إلى الوقت الذى كانوا ينتظرونه لأخذ حقوقهم من أقوامهم الظالمين ، والاستفهام للتهويل والتعظيم من شأن هذا اليوم .

أى : لأى يوم أخرت الأمور التى كانت متعلقة بالرسل ؟ من تعذيب بالكافرين ، وإثابة المتقين . . إنها أخرت وأجلت ، ليوم الفصل ، وهو يوم القيامة ، الذى يفصل الله - تعالى - فيه بقضائه العادل بين العباد .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِيَوۡمِ ٱلۡفَصۡلِ} (13)

وإلى جانب هذا الهول في مشاهد الكون ، تعرض السورة أمرا عظيما آخر مؤجلا إلى هذا اليوم . . فهو موعد الرسل لعرض حصيلة الدعوة . دعوة الله في الأرض طوال الأجيال . . فالرسل قد أقتت لهذا اليوم وضرب لها الموعد هناك ، لتقديم الحساب الختامي عن ذلك الأمر العظيم الذي يرجح السماوات والأرض والجبال . للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة التي تنتهي إليها الأجيال والقرون . .

وفي التعبير تهويل لهذا الأمر العظيم ، يوحي بضخامة حقيقته حتى لتتجاوز مدى الإدراك :

( وإذا الرسل أقتت . لأي يوم أجلت ? ليوم الفصل . وما أدراك ما يوم الفصل ? ) . .

وظاهر من أسلوب التعبير أنه يتحدث عن أمر هائل جليل . فإذا وصل هذا الإيقاع إلى الحس بروعته وهوله ، الذي يرجح هول النجوم المطموسة والسماء المشقوقة والجبال المنسوفة . ألقى بالإيقاع الرعيب ، والإنذار المخيف :

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لِيَوۡمِ ٱلۡفَصۡلِ} (13)

وقوله : لأِيّ يَوْمٍ أُجّلَتْ يقول تعالى ذكره مُعَجّبا عباده من هول ذلك اليوم وشدّته : لأيّ يوم أجّلت الرسل ووقّتت ، ما أعظمه وأهوله ثم بين ذلك : وأيّ يوم هو ؟ فقال : أجلت لِيَوْمِ الفَصْلِ يقول : ليوم يفصل الله فيه بين خلقه القضاء ، فيأخذ للمظلوم من الظالم ، ويجزي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة لأَيّ يَوْمٍ أُجّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ يوم يفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار .