التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (86)

ثم أضافوا إلى هذا دعاء آخر ، أكثر صراحة من سابقه في المباعدة بينهم وبين الظالمين فقالوا { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ القوم الكافرين } .

أى : نحن لا نلتمس منك يا مولانا ألا تجعلنا فتنة لهم فقط ، بل نلتمس منك - أيضا - أن تنجينا من شرور القوم الكافرين ، وأن تخلصنا من سوء جوارهم ، وأن تفرق بيننا وبينهم كما فرقت بين أهل المشرق وأهل المغرب .

قال الإِمام الشوكانى : " وفي هذا الدعاء الذي تضرعوا به إلى الله - دليل على أنه كان لهم اهتمام بأمر الدين فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم " .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (86)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَنَجّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : ونجنا يا ربنا برحمتك ، فخلّصنا من أيدي القوم الكافرين قوم فرعون لأنهم كان يستعبدونهم ويستعملونهم في الأشياء القذرة من خدمتهم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (86)

{ ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين } من كيدهم ومن شؤم مشاهدتهم ، وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا لتجاب دعوته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (86)

ثم دعوا في أن لا يجعلهم فتنة للظلمة ، والمعنى لا تنزل بنا بلاء بأيديهم أو بغير ذلك مدة مجاورتنا لهم فيفتنون ويعتقدون إن إهلاكنا إنما هو بقصد منك لسوء ديننا وصلاح دينهم وأنهم أهل الحق ، قاله مجاهد وغيره .

قال القاضي أبو محمد : فهذا لدعاء على هذا التأويل يتضمن دفع فصلين ، أحدهما القتل والبلاء الذي توقعه المؤمنون ، والآخر ظهور الشرك باعتقاد أهله أنهم أهل الحق ، وفي ذلك فساد الأرض ، ونحو هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ، «بئس الميت أبو أمامة ليهود والمشركين ، يقولون : لو كان نبياً لم يمت صاحبه »{[6202]} ، ويحتمل اللفظ من التأويل وقد قالته فرقة : إن المعنى لا تفتنهم وتبتلهم بقتلنا فتعذبهم على ذلك في الآخرة ، وفي هذا التأويل قلق ، باقي الآية بيّن .


[6202]:- حديث أبي أمامة هذا رواه الإمام أحمد في مسنده (4-138)، عن زمعة بن صالح قال: سمعت ابن شهاب يُحدث أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف أخبره عن أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكان أحد النقباء يوم العقبة أنه أخذته الشوكة فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: (بئس الميت ليهود) مرتين، (سيقولون: لولا دفع عن صاحبه، ولا أملك له ضرا ولا نفعا ولأتمحلنّ له) فأمر به، وكوي بخطين فوق رأسه فمات. اهـ قال ابن الأثير في "النهاية" "الشوكة: حُمرة تعلو الوجه والجسد، يقال منه: شيك الرجل فهو مشوك". وقد اختلفت النسخ الخطية في كلمة (بئس) فكتبت مرة (ليس) ومرات (بئس)
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (86)

زيادة { برحمتك } للتبرؤ من الإدلال بإيمانهم لأن المنة لله عليهم ، قال تعالى : { قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } [ الحجرات : 17 ] .

وذكر لفظ القوم في قوله : { للقوم الظالمين } وقوله : { من القوم الكافرين } للوجه الذي أشرنا إليه في أواسط البقرة ، وفي هذه السورة غير مرة .