{ إِلاَّ عَبْدٌ * الله المخلصين } استثناء متصل من الواو في كذبوه فيدل على أن من قومه مخلصين لم يكذبوه ، ومنع كونه استثناء متصلاً من ضيمر { مُحْضَرُونَ } لأنه للمكذبين فإذا استثنى منه اقتضى أنهم كذبوه ولم يحضروا وفساده ظاهر ، وقيل : لأنه إذا لم يستثن من ضمير كذبوا كانوا كلهم مكذبين فليس فيهم مخلص فضلاً عن مخلصين ومآله ما ذكر ، لكن اعترضه ابن كمال بأنه لا فساد فيه لأن استثناءهم من القوم المحضرين لعدم تكذيبهم على ما دل عليه التوصيف بالمخلصين لا من المكذبين فمآل المعنى واحد .
ورد بأن ضمير محضرين للقوم كضمير كذبوا ، وقال الخفاجي : لا يهفى أن اختصاص الاحضار بالعذاب كما صرح به غير واحد يعين كون ضمير محضرين للمكذبين لا لمطلق القوم فإن لم يسلمه فهو أمر آخر ، وفي البحر ولا يناسب أن يكون استثناء منقطعاً إذ يصير المعنى لكن عباد الله المخلصين من غير قومه لا يحضرون في العذاب وفيه بحث .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"إلاّ عِبادَ اللّهِ الْمُخْلَصِين" يقول:.. إلا عباد الله الذين أخلصهم من العذاب.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
ذلك لأن قومه ما كذبوه بكليتهم، بل كان فيهم من قبل ذلك التوحيد؛ فلهذا قال تعالى: {إلا عباد الله المخلصين} الذين أتوا بالتوحيد الخالص فإنهم لا يحضرون.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{إلا عباد الله} أي الذين علموا ما لهم من مجامع العظمة فعملوا بما علموا فلم يدعوا غيره فإنهم لم يكذبوا، ثم وصفهم بما أشار إليه من الوصف بالعبودية والإضافة إلى الاسم الأعظم فقال: {المخلصين} أي لعبادته فلم يشركوا به شيئاً جلياً ولا خفياً، فإنهم ناجون من العذاب.
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :
قرئ بكسر اللام وفتحها كما تقدّم والمعنى على قراءة الكسر: أنهم أخلصوا لله وعلى قراءة الفتح: أن الله استخلصهم من عباده.
{إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} أي: الذين اصطفاهم لطاعته وأخلصهم لعبادته،
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين} الذين أخلصوا لله الإيمان والعبادة في كل أمورهم الخاصة والعامة، وفي هذا بعض الإيحاء بأن هناك فئة منهم من المخلصين.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.