التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{فَجَعَلۡنَٰهُ فِي قَرَارٖ مَّكِينٍ} (21)

وقوله : { فجعلناه في قرار مكين } تفصيل لكيفية الخلق على سبيل الإِدماج مع مناسبته لأن له دخلاً في تبيين إمكان الإِعادة إذ شديد القدرة لا يعجزه شيء ، ولذلك ذيله بقوله { فنعم القادرون } على التفسيرين الآتيين .

والقرار : محل القرور والمكث .

و { مَكين } : صفة ل { قرار } ، أي مكان متمكن في ذلك فهو فعيل من مكُن مَكانة ، إذا ثبت ورسخ .

ووُصف القرارُ بالمكين على طريقة المجاز العقلي ، أي مكين الحالُّ والمستقرّ فيه . فالتقدير : مكين فيه . والمراد بالقرار المكين : الرحم .