المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

و { عالية } معناه في المكان والقدر وجميع وجوه العلو .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

وجملة { في جنة عالية } بدل اشتمال من جملة { فهو في عيشة راضية .

والعلوّ : الارتفاع وهو من محاسن الجنّات لأن صاحبها يشرف على جهات من متسع النظر ولأنه يبدو له كثير من محاسن جنته حين ينظر إليها من أعلاها أو وسطها مما لا يَلوح لنظره لو كانت جنته في أرض منبسطة ، وذلك من زيادة البهجة والمسرة ، لأن جمال المناظر من مسرات النفس ومن النعم ، ووقع في شعر زهير :

كأن عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَة *** من النواضح تسقِي جَنَّة سُحُقاً

فقد قال أهل اللغة : يجوز أن يكون سُحُقاً ، نعتاً للجنة بدون تقدير كما قالوا : ناقةُ عُلُط وامرأة عُطُل . ولم يعرجوا على معنى السَّحَق فيها وهو الارتفاع لأن المرتفع بعيد ، وقالوا : سَحُقت النخلة ككرم إذا طالت . وفي القرآن { كمثَل جنة بربْوة } [ البقرة : 265 ] .

وجوزوا أن يراد أيضاً بالعلو علوّ القدر مثل فلان ذو درجة رفيعة ، وبذلك كان للفظ { عالية } هنا ما ليس لقوله : { كمثل جنة بربوة } لأن المراد هنالك جنة من الدنيا .