معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (65)

قوله تعالى : { ويوم يناديهم } أي : يسأل الله الكفار ، { فيقول ماذا أجبتم المرسلين } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (65)

هو { يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } [ القصص : 62 ] . كرر الحديث عنه باعتبار تعدد ما يقع فيه لأن مقام الموعظة يقتضي الإطناب في تعداد ما يستحق به التوبيخ . وكررت جملة { يوم يناديهم } لأن التكرار من مقتضيات مقام الموعظة . وهذا توبيخ لهم على تكذيبهم الرسل بعد انقضاء توبيخهم على الإشراك بالله .

والمراد : ماذا أجبتم المرسلين في الدعوة إلى توحيد الله وإبطال الشركاء . والمراد ب { المرسلين } محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى في سورة [ سبأ : 45 ] { فكذبوا رسلي } وله نظائر في القرآن منها قوله { ثم ننجي رسلنا والذين ءامنوا } يريد محمداً صلى الله عليه وسلم في سورة [ يونس : 103 ] وقوله { كذبت قوم نوح المرسلين } الآيات في سورة [ الشعراء : 105 ] ، وإنما كذب كل فريق من أولئك رسولاً واحداً . والذي اقتضى صيغة الجمع أن جميع المكذبين إنما كذبوا رسلهم بعلة استحالة رسالة البشر إلى البشر فهم إنما كذبوا بجنس المرسلين ، ولام الجنس إذا دخلت على ( جميع ) أبطلت منه معنى الجمعية .

والاستفهام ب { ماذا } صوري مقصود منه إظهار بلبلتهم . و ( ذا ) بعد ( ما ) الاستفهامية تعامل معاملة الموصول ، أي ما الذي أجبتم المرسلين ، أي ما جوابكم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (65)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ويوم يناديهم} يقول: ويوم يسألهم، يعني: كفار مكة يسألهم الله عز وجل: {فيقول ماذا أجبتم المرسلين}؟

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين، فيقول لهم "ماذَا أجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ "فيما أرسلناهم به إليكم، من دعائكم إلى توحيدنا، والبراءة من الأوثان والأصنام. "فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْباءُ يَوْمَئِذٍ" يقول: فخفيت عليهم الأخبار، من قولهم: قد عَمِي عني خبر القوم: إذا خفي، وإنما عُنِي بذلك أنهم عميت عليهم الحجة، فلم يدرُوا ما يحتجون، لأن الله تعالى قد كان أبلغ إليهم في المعذرة، وتابع عليهم الحجة، فلم تكن لهم حجة يحتجون بها، ولا خبر يُخْبرون به، مما تكون لهم به نجاة ومَخْلَص... وقوله: "فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ" بالأنساب والقرابة... وقيل معنى ذلك: فعَمِيت عليهم الحجج يومئذٍ، فسكتوا، فهم لا يتساءلون في حال سكوتهم.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

يسألهم سؤالَ هيبةٍ؛ فلا يَبْقَى لهم تمييزٌ، ولا قوةُ عقلٍ، ولا مُكْنَةُ جوابٍ، قال جلّ ذكره: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنباء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يتساءلون}.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

ثم ما يشبه الشماتة بهم من استغاثتهم آلهتهم وخذلانهم لهم وعجزهم عن نصرتهم، ثم ما يبكتون به من الاحتجاج عليهم بإرسال الرسل وإزاحة العلل.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ويوم يناديهم} وهم بحيث يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، قد برزوا لله جميعاً من كان منهم عاصياً ومن كان مطيعاً في صعيد واحد، قد أخذ بأنفاسهم الزحام، وتراكبت الأقدام على الأقدام، وألجمهم العرق، وعمهم الغرق {فيقول ماذا} أي أوضحوا أو عينوا جوابكم الذي {أجبتم المرسلين} أي به.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} هل صدقتموهم، واتبعتموهم أم كذبتموهم وخالفتموهم؟

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وإن الله ليعلم ماذا أجابوا المرسلين. ولكنه كذلك سؤال التأنيب والترذيل. وإنهم ليواجهون السؤال بالذهول والصمت ذهول المكروب وصمت الذي لا يجد ما يقول.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمراد ب {المرسلين} محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى في سورة [سبأ: 45] {فكذبوا رسلي} وله نظائر في القرآن منها قوله {ثم ننجي رسلنا والذين ءامنوا} يريد محمداً صلى الله عليه وسلم في سورة [يونس: 103]. والذي اقتضى صيغة الجمع أن جميع المكذبين إنما كذبوا رسلهم بعلة استحالة رسالة البشر إلى البشر فهم إنما كذبوا بجنس المرسلين.