تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَلَا تَتَّقُونَ} (124)

{ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ } أي : ألا تخافون الله في عبادتكم غيره ؟ .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَلَا تَتَّقُونَ} (124)

وقوله : { ألاَ } كلمتان : همزة الاستفهام للإِنكار ، و { لا } النافية ، إنكار لعدم تقواهم ، وحذف مفعول { تتَّقُونَ } لدلالة ما بعده عليه .

و ( بَعْل ) اسم صنم الكنعانيين وهو أعظم أصنامهم لأن كلمة بعل في لغتهم تدل على معنى الذكورة . ثم دلت على معنى السيادة فلفظ البعل يطلق على الذكر ، وهو عندهم رمز على الشمس ويقابله كلمة ( تانيت ) بمثنّاتين ، أي الأنثى وكانت لهم صنمة تسمى عند الفينيقيين بقرطاجنة ( تانيت ) وهي عندهم رمز القمر وعند فينيقيي أرض فينيقية الوطن الأصلي للكنعانيين تسمى هذه الصَّنَمَة ( العشتاروث ) . وقد أطلق على بعل في زمن موسى عليه السلام اسم « مُولك » أيضاً ، وقد مثلوه بصورة إنسان له رأس عجل وله قرنان وعليه إكليل وهو جالس على كرسي مادّاً يديه كمن يتناول شيئاً وكانت صورته من نحاس وداخلها مجوف وقد وضعوها على قاعدة من بناء كالتنور فكانوا يوقدون النار في ذلك التنور حتى يحمى النحاس ويأتون بالقرابين فيضعونها على ذراعيه فتحترق بالحرارة فيحسبون لجهلهم الصنم تقبلها وأَكَلَها من يديه ، وكانوا يقربون له أطفالاً من أطفال ملوكهم وعظماء ملتهم ، وقد عبده بنو إسرائيل غير مرة تبعاً للكنعانيين ، والعمونيين ، والمؤوبيين وكان لبَعل من السدنة في بلاد السامرة ، أو مدينة صرفة أربعُمائة وخمسون سادناً . وتوجد صورة بعل في دار الآثار بقصر اللُّوفر في باريس منقوشة على وجه حجارة صوروه بصورة إنسان على رأسه خوذة بها قرنان وبيده مقرعة . ولعلها صورته عند بعض الأمم التي عبدته ولا توجد له صورة في آثار قرطاجنة الفينيقية بتونس .