الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَلَا تَتَّقُونَ} (124)

قال قتادة وابن مَسْعُود : إلْيَاسُ : هو إدريسُ عليه السلام ، وقالت فرقة : هو مِنْ وَلَدِ هَارُونَ ، وقرأ نافِعُ وابن عامِر : { على آلِ يَاسِينَ } ، وقرأ الباقون : على ( إلْيَاسِينَ ) بألفٍ مكسورةٍ ولامٍ ساكنةٍ ، فَوُجِّهَتِ الأولى ؛ على أنها بمعنى : أهْل ، وياسِين : اسمُ لالياسَ ، وقيل : هو اسم لمحمَّد عليه السلام ، ووُجِّهَتِ الثانيةُ على أَنَّها جَمْعُ الْيَاسِيٍّ ، وقرأ ابن مسعود والأعمش : ( وإنَّ إِدْرِيسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ، وَسَلاَمٌ على إدْرِيسِينَ ) ، قال السُّهيليُّ : قال ابن جِنِّيْ : " العربُ تتلاعبُ بالأسماءِ الأعجميةِ تلاعباً ؛ فياسين ، وإلياسُ واليَاسِينُ شيءٌ واحدٌ " انتهى .

( ت ) : وحكى الثعلبيُّ هنا حكايةً عَنْ عَبْدِ العزيزِ بْنِ أبي رواد ، عن رجلٍ لَقِي إلياسَ في أيَّام مَرْوانَ بن الحَكَمِ ، وأخبَرَهُ بعَدَدِ الأبْدَالِ وعَن الخَضِرِ في حكايةٍ طويلةٍ لا ينبغي إنكارُ مثلها ؛ فأولياءُ اللَّهِ يُكاشَفُونَ بِعَجَائِبَ ، فلا يُحْرَمُ الإنْسَانُ التَّصْدِيقَ بِهَا ، جعلنَا اللَّه مِنْ زُمْرَةِ أوليائه ، انتهى .