الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَلَا تَتَّقُونَ} (124)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إذْ قالَ لَقَوْمِهِ ألا تَتّقُونَ"؟ يقول حين قال لقومه في بني إسرائيل: ألا تتقون الله أيها القوم، فتخافونه، وتحذرون عقوبته على عبادتكم ربا غير الله، وإلها سواه "وَتَذَرُونَ أحْسَنَ الخالِقِينَ "يقول: وتَدَعون عبادةَ أحسنِ مَن قيل له خالق.

وقد اختلف في معنى بَعْل؛ فقال بعضهم: معناه: أتدعون ربا، وقالوا: هي لغة لأهل اليمن معروفة فيهم... تقول: مَنْ بَعْل هذا الثور: أي من رَبّه؟...

وقال آخرون: هو صنم كان لهم يقال له بَعْل، وبه سميت بعلبك...

وقال آخرون: كان بَعْل: امرأة كانوا يعبدونها...

وللبَعْل في كلام العرب أوجه: يقولون لربّ الشيء هو بَعْلَهُ، يقال: هذا بَعْل هذه الدار، يعني ربّها، ويقولون لزوج المرأة بعلُها، ويقولون لما كان من الغروس والزروع مستغنيا بماء السماء، ولم يكن سَقِيا بل هو بعل، وهو العَذْي... وتأويل الكلام: ذلك معبودكم أيها الناس الذي يستحقّ عليكم العبادة: ربكم الذي خلقكم، وربّ آبائكم الماضين قبلكم، لا الصنم الذي لا يخلق شيئا، ولا يضرّ ولا ينفع.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

أخبر الله تعالى إن إلياس من جملة من أرسله الله إلى خلقه نبيا داعيا إلى توحيده وطاعته حين "قال لقومه ألا تتقون "الله بترك معاصيه وفعل طاعاته، فاللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الإنكار.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

التقدير اذكر يا محمد لقومك: {إذ قال لقومه ألا تتقون} أي ألا تخافون الله.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إذ قال لقومه} منكراً عليهم ما من حقه الإنكار بقوله: {ألا تتقون} يوجد منكم تقوى وخوف، فإن ما أنتم عليه يقتضي شراً طويلاً، وعذاباً وبيلاً، وما أنتم عليه من السكون والدعة يقتضي أنه لا خوف عندكم أصلاً، وذلك غاية الجهل والاغترار بمن تعلمون أنه لا خالق لكم ولا رازق غيره.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وقوله: {ألاَ} كلمتان: همزة الاستفهام للإِنكار، و {لا} النافية، إنكار لعدم تقواهم، وحذف مفعول {تتَّقُونَ} لدلالة ما بعده عليه.

و (بَعْل) اسم صنم الكنعانيين وهو أعظم أصنامهم لأن كلمة بعل في لغتهم تدل على معنى الذكورة. ثم دلت على معنى السيادة فلفظ البعل يطلق على الذكر، وهو عندهم رمز على الشمس...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

{أَلاَ تَتَّقُونَ} ألاَ للحثّ وللحضِّ على التقوى، أو للعرض كما تقول: هل لك من كذا؟