معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } أي الميراث ، { أكلاً لماً } شديداً ليأكل نصيبه ونصيب غيره ، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ، ويأكلون نصيبهم . قال ابن زيد : الأكل اللم : الذي يأكل كل شيء يجده ، لا يسأل عنه أحلال هو أم حرام ؟ ويأكل الذي له ولغيره ، يقال : لممت على الخوان إذا أتيت ما عليه فأكلته .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ } يعني : الميراث { أَكْلا لَمًّا } أي : من أي جهة حصل لهم ، من حلال أو حرام ،

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

وتأكلون التراث الميراث وأصله وراث أكلا لما ذا لم أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

وقد تقدم القول في ( سورة براءة ) في المسكين والفقير بمعنى يغني عن إعادته ، وعدد عليهم جدهم في أكل التراث لأنهم لا يورثون النساء ولا صغار الأولاد إنما كان يأخذ المال من يقاتل ويحمي الحوزة{[11805]} ، و «اللّم » : الجمع واللف . : الجمع واللف ، قال الحسن : هو أن يأخذ في الميراث حظه وحظ غيره ، وقال أبو عبيدة : " لممت ما على الخوان " إذا أكلت جميع ما عليه بأسره ، ومنه " لم الشعث " ومنه قول الشاعر :

ولست بمستبق أخا لا تلمه *** على شعث أي الرجال المهذب ؟{[11806]}


[11805]:حوزة الرجل: ما في ملكه.
[11806]:البيت للنابغة، وهو من قصيدة يعتذر فيها للنعمان ويمدحه. و "مستبقّ" معناها: مبق، فالسين والتاء للمبالغة، و "أخا" صديقا، و "تلمه" : لا تقبل منه ما فيه من عيوب، وأصل اللم الجمع، وقد استعمل هنا مجازا في جمع مختلف الطباع وقبولها سواء أكانت مرضية أو غير مرضية، و "الشعث": ما تفرق. و "أي" اسم استفهام للإنكار، أو للنفي، إذ لا يوجد رجل كامل التهذيب، وجملة "أي الرجال المهذب" بيان لما قبلها، وقد كان حماد الرواية يقدم النابغة لمثل هذا: ويقول: هذا ربع بيت يغنيك عن غيره، ومعنى البيت: إنك لا تستطيع أن تحتفظ بالأصدقاء ما لم تقبل بعض عيوبهم، لأنه لا يوجد إنسان كامل الخلق.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

و { التراث } : المال الموروث ، أي الذي يُخلفه الرجل بعد موته لوارثه وأصله : وُرَاث بواو في أوله بوزن فُعال من مادة وَرث بمعنى مفعول مثل الدُّقاق ، والحُطام ، أبدلت واوه تاء على غير قياس كما فعلوا في تُجاه ، وتُخَمة ، وتُهْمة ، وتُقَاةٍ وأشباهها .

والأكل : مستعار للانتفاع بالشيء انتفاعاً لا يُبقي منه شيئاً . وأحسب أن هذه الاستعارة من مبتكرات القرآن إذ لم أقف على مثلها في كلام العرب .

وتعريف التراث عوض عن المضاف إليه ، أي تراث اليتامى وكذلك كان أهل الجاهلية يمنعون النساء والصبيان من أموال مورثيهم .

وأشعر قوله : { تأكلون } بأن المراد التراث الذي لا حق لهم فيه ، ومنه يظهر وجه إيثار لفظ التُراث دون أن يقال : وتأكلون المال لأن التراث مال ماتَ صاحبه وأكْلُه يقتضي أن يستحق ذلك المال عاجز عن الذب عن ماله لصغرٍ أو أنوثة .

واللَّمُّ : الجمع ، ووصْفُ الأكل به وصف بالمصدر للمبالغة ، أي أكلاً جامعاً مال الوارثين إلى مال الآكِلِ كقوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } [ النساء : 2 ] .