معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ} (62)

قوله تعالى : { وقالوا } يعني صناديد قريش وهم في النار ، { ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم } في الدنيا ، { من الأشرار } يعنون فقراء المؤمنين : عماراً ، وخباباً ، وصهيباً ، وبلالاً ، وسلمان رضي الله عنهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ} (62)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال الطاغون الذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم في هذه الآيات...:"ما لَنا لا نَرَى رِجالاً" يقول: ما بالنا لا نرى معنا في النار "رجالاً كُنّا نَعُدّهُمْ مِنَ الأشْرَارِ "يقول: كنا نعدّهم في الدنيا من أشرارنا...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

"كنا نعدهم من الأشرار" قال بعضهم: من الأرذال، وقال بعضهم: كنا نعدهم من شرار قومنا؛ لأنهم قد تركوا دين آبائهم...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

الضمير في: {قالوا} لأشراف الكفار ورؤسائهم، أخبر الله عنهم أنهم يتذكرون إذا دخلوا النار لقوم من مستضعفي المؤمنين فيقولون هذه المقالة، وهذا مطرد في كل أمة جاءها رسول.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما ذكر من اقتحامهم في العذاب وتقاولهم بما دل على خزيهم وحسرتهم وحزنهم، أعلم بما دل على زيادة خسرانهم وحسرتهم وهوانهم بمعرفتهم بنجاة المؤمنين الذين كانوا يهزؤون بهم ويذلونهم فقال: {وقالوا} أي الفريقان: الرؤساء والأتباع بعد أن قضوا وطرهم مما لم يغن عنهم شيئاً من تخاصمهم.

{ما} أي أيّ شيء حصل {لنا} مانعاً في أنا {لا نرى} أي في هذا المحل الذي أدخلناه {رجالاً} يعنون فقراء المؤمنين {كنا نعدهم} أي في دار الدنيا {من الأشرار} الأراذل الذين لا خير فيهم، فيظن أهلها نقص حظهم منها وكثرة مصائبهم فيها؛ لسوء حالهم عند الله، وما دروا أنه تعالى يحمي أحباءه منها، كما يحمي الإنسان عليله الطعام والشراب ومن يرد به خيراً يصب منه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

استفهام يلقيه بعضهم لبعض تلهّفاً على عدم رؤيتهم من عرفوهم من المسلمين مكنًّى به عن ملام بعضهم لبعض على تحقيرهم المسلمين واعترافهم بالخطأ في حسبانهم، فليس الاستفهام عن عدم رؤيتهم المسلمين في جهنم استفهاماً حقيقياً ناشئاً عن ظن أنهم يجدون رجال المسلمين معهم؛ إذ لا يخطر ببال الطاغين أن يكون رجال المسلمين معهم، كيف وهم يعلمون أنهم بضد حالهم، فلا يتوهمونهم معهم في العذاب، ويجوز أن يكون الاستفهام حقيقياً استفهموا عن مصير المسلمين لأنهم لم يروهم يومئذٍ، إذ قد علموا أن الناس صاروا إلى عالَم آخر وهو الذي كانوا يُنذرون به...