البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالٗا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ} (62)

{ وقالوا } : أي أشراف الكفار ، { ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار } : أي الأرذال الذين لا خير فيهم ، وليسوا على ديننا ، كما قال : { وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا } وروي أن القائلين من كفار عصر الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، هم : أبو جهل ، وأمية بن خلف ، وأصحاب القليب ، والذين لم يروهم : عمار ، وصهيب ، وسلمان ، ومن جرى مجراهم ، قاله مجاهد وغيره .

قيل : يسألون أين عمار ؟ أين صهيب ؟ أين فلان ؟ يعدون ضعفاء المسلمين فيقال لهم : أولئك في الفردوس .

وقرأ النحويان ، وحمزة : اتخذناهم وصلاً ، فقال أبو حاتم ، والزمخشري ، وابن عطية : صفة لرجال .

قال الزمخشري : مثل قوله : { كنا نعدهم من الأشرار } .