معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ} (37)

فقال الله تكذيبا لهم : { أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون . أم لكم كتاب } نزل من عند الله ، { فيه } في هذا الكتاب ، { تدرسون } تقرؤون .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ} (37)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أم لكم} يعني يا أهل مكة {كتاب فيه تدرسون} يعني تقرأون...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره للمشركين به من قريش: ألكم أيها القوم بتسويتكم بين المسلمين والمجرمين في كرامة الله كتاب نزل من عند الله أتاكم به رسول من رسله بأن لكم ما تَخَيّرون، فأنتم تدرسون فيه ما تقولون.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فحاجهم أولا بما توجبه الحكمة، وهو أنكم تعلمون أن الحكمة توجب التفرقة بينهما، فإن كنتم تدعون الجمع في ما بينهما بالحكمة، فأنتم تعلمون أن الحكمة توجب التفرقة بينهما، وإن كنتم تعلمون ذلك من كتاب، فأي كتاب من عند الله جاءكم، يوجب التسوية بينكم وبين الأولياء؟ وأي رسول أخبركم أنكم تساوون الأولياء في نعيم الآخرة؟ ثم وجه المحاجة بالكتاب، هو أن مشركي العرب لم يكونوا يؤمنون بالكتاب ولا بالرسل، ولو كانوا يؤمنون بهما لكانوا يقدرون أن يقولوا: إن لنا كتابا درسناه، فوجدنا فيه ما نذكر، وندّعي، ورسولنا قد أخبرنا بذلك. ولكنهم إذا كانوا لا يؤمنون بهما صار هذا الوجه الذي ذكره الله تعالى حجة لازمة عليهم، والله أعلم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان الحكم لا يمكن وجوده إلا مكيفاً بكيفية، وكان سبحانه وتعالى قد نفى حكمهم هذا بإنكار جميع كيفياته التي يمكن أن يصح معها، وكان الحكم الصحيح لا بد وأن يكون مستنداً إلى عقل أو نقل، زاد بطلان حكمهم وضوحاً بنفي الأمرين معاً، فقال عاطفاً على ما تقديره: ألكم دليل من العقل إليه تلجؤون: {أم لكم كتاب} أي سماوي معروف أنه من عند الله خاص بكم {فيه} أي لا في غيره من أساطير الأولين وزبر الممحوقين {تدرسون} أي تقرؤون قراءة أتقنتم مخالطتها أو أنعمتم فهمه بسببها...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومن الاستنكار والإنكار عليهم ينتقل إلى التهكم بهم والسخرية منهم: (أم لكم كتاب فيه تدرسون؟ إن لكم فيه لما تخيرون؟).. فهو التهكم والسخرية أن يسألهم إن كان لهم كتاب يدرسونه، هو الذي يستمدون منه مثل ذلك الحكم الذي لا يقبله عقل ولا عدل؛ وهو الذي يقول لهم: إن المسلمين كالمجرمين!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

إضراب انتقال من توبيخ إلى احتجاج على كذبهم. والاستفهام المقدر مع {أم} إنكار لأن يكون لهم كتاب إنكاراً مبنياً على الفرض وإن كانوا لم يدّعوه. وحاصل هذا الانتقال والانتقالات الثلاثة بعده وهي {أم لكم أيمان علينا} [القلم: 39] الخ، {سلهم أيهم بذلك زعيم} [القلم: 40] {أم لهم شركاء} [القلم: 41] الخ... أن حكمكم هذا لا يخلو من أن يكون سنده كتاباً سماوياً نزل من لدنا، وإما أن يكون سنده عَهْداً منا بأنا نعطيكم ما تقترحون، وإما أن يكون لكم كفيل علينا، وأما أن يكون تعويلاً على نصر شركائكم.

وفي هذا إدماج بالتعريض بأنهم أمِّيُّون ليسوا أهل كتاب وأنهم لما جاءَهم كتاب لهديهم وإلحاقهم بالأمم ذات الكتاب كفروا نعمته وكذبوه قال تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} [الأنبياء: 10] وقال: {أو تقولوا لَوْ أنا أُنزل علينا الكتاب لكُنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربّكم وهدى ورحمة} [الأنعام: 157].

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

إن توقّعكم في أن تكون العناصر المجرمة من أمثالكم مع صفوف المسلمين وعلى مستواهم... حديث هراء لا يدعمه العقل، ولم يأت في كتاب يعتدّ به ولا هو موضع اعتبار.