الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ} (37)

- ثم قال تعالى : ( أم لكم كتاب فيه تدرسون )[ 37 ] .

أي : ألكم- أيها القوم- بتسويتكم الطائع كالعاصي- كتاب نزل من عند الله أتاكم به رسول أن الطائع كالعاصي فيه تقرؤون {[69751]} ؟ !

وقيل : المعنى : تدرسون أن لكم فيه لما تخيرون . ( فتدرسون ) عامل في المعنى في( إن لكم فيه لما تخيرون ) ، [ لكن ] {[69752]} منعت اللام في : لما " من فتح " إن " ( بتدرسون ) {[69753]} .

ومثله : ( إن لكم لما تحكمون ) {[69754]} . والتقدير : أن لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة . فإن لكم لما تحكمون . وهذا كله منقطع عند البصريين غير متصل بما قبله {[69755]} ، ولا يجوز عندهم تعلق {[69756]} " تدرسون " ، إنما تعلق أفعال الشك لا غير .


[69751]:-نفس المصدر السابق.
[69752]:-م: لكم.
[69753]:- انظر: إعراب النحاس 5/13-14. والقطع 738.
[69754]:- في الآية 39 من سورة القلم نحن في رحابها.
[69755]:-أ: فما.
[69756]:- أ: تعليق.