في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ} (41)

وهنا يصل بنا السياق إلى أصحاب الشمال - وهم أصحاب المشأمة الذين سبقت الإشارة إليهم في مطلع السورة :

وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ? في سموم وحميم . وظل من يحموم . لا بارد ولا كريم . إنهم كانوا قبل ذلك مترفين . وكانوا يصرون على الحنث العظيم . وكانوا يقولون : أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ? أو آباؤنا الأولون ? قل : إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم . ثم إنكم أيها الضالون المكذبون . لآكلون من شجر من زقوم . فمالئون منها البطون . فشاربون عليه من الحميم . فشاربون شرب الهيم . هذا نزلهم يوم الدين . .

فلئن كان أصحاب اليمين في ظل ممدود وماء مسكوب . . فأصحاب الشمال ( في سموم وحميم وظل من يحموم ، لا بارد ولا كريم ) . . فالهواء شواظ ساخن ينفذ إلى المسام ويشوي الأجسام . والماء متناه في الحرارة لا يبرد ولا يروي . وهناك ظل ! ولكنه ( ظل من يحموم ) . . ظل الدخان اللافح الخانق . . إنه ظل للسخرية والتهكم ظل( لا بارد ولا كريم ) . . فهو ظل ساخن لا روح فيه ولا برد ؛ وهو كذلك كز لا يمنح وراده راحة ولا إنعاشا . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ} (41)

إعراب قوله : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال } قد تقدم نظيره{[10911]} . وفي الكلام هنا معنى الإنحاء عليهم وتعظيم مصابهم .


[10911]:وذلك عند تفسير قوله تعالى:{فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}، ص(232) من هذا الجزء.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ} (41)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} يقول: ما لأصحاب الشمال من الشر.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"وأصحَابُ الشّمالِ ما أصحَابُ الشّمالِ "يقول تعالى ذكره معجبا نبيه محمدا من أهل النار "وأصحَابُ الشّمالِ" الذين يؤخذ بهم ذات الشمال من موقف الحساب إلى النار "ما أصحَابُ الشّمالِ" ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ذكر في أصحاب اليمين ما ذكر من التعجب، وأخبر عما يكرمهم، ويعطيهم من أنواع النعم، وذكر أصحاب الشمال، وذكر على إثره ما أوعد لهم من العذاب بقوله: {في سموم وحميم} الآيات. ثم ذكر في أول السورة أصحاب الميمنة والمشأمة، ولم يذكر لهم الثواب ولا العذاب؛ وذلك، والله أعلم، لأن في ذكر الميمنة والمشأمة دلالة ما لهم، لأن الميمنة من اليمن، والمشأمة من الشؤم. ففي ذكر ذلك بيان ما لهم من الكرامات وما لأولئك من العقوبات. وليس في ذكر اليمين والشمال بيان العقاب، فذكر على إثر ذلك ليعرف ما لكل فريق من الجزاء، والله أعلم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

قيل في معنى قوله "وأصحاب الشمال " ثلاثة اقوال:

أحدها -إنهم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى جهنم.

الثاني- هم الذين يأخذون كتبهم بشمالهم.

الثالث -الذين يلزمهم حال الشؤم والنكد. وكل هذا من أوصافهم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

... وفي الكلام هنا معنى الإنحاء عليهم وتعظيم مصابهم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وأصحاب الشمال} أي الجهة التي تتشاءم العرب بها وعبر بها عن الشيء الأخس والحظ الأنقص، والظاهر أنهم أدنى أصحاب المشأمة كما كان أصحاب اليمين دون السابقين من أصحاب الميمنة.