معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

{ على الكافرين } يعسر فيه الأمر عليهم ، { غير يسير } غير هين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

ومن ثم يصف اليوم بأنه عسير على الكافرين ، ويؤكد هذا العسر بنفي كل ظل لليسر فيه : ( على الكافرين غير يسير ) . . فهو عسر كله . عسر لا يتخلله يسر . ولا يفصل أمر هذا العسر ، بل يدعه مجملا مجهلا يوحي بالاختناق والكرب والضيق . . فما أجدر الكافرين أن يستمعوا للنذير ، قبل أن ينقر في الناقور ، فيواجههم هذا اليوم العسير العسير !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَإِذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ * ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مّمْدُوداً } .

يعني جلّ ثناؤه بقوله : فَإذَا نُفِخَ فِي الصّورِ ، فذلك يومئذ يوم شديد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا ابن فضيل وأسباط ، عن مطرّف ، عن عطية العوفيّ ، عن ابن عباس ، في قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ وَحَنى جَبْهَتَهُ يَسْتَمعُ مَتى يُؤْمَرُ يَنْفُخُ فِيهِ » ، فقال أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف نقول ؟ فقال : «تقولون : حَسْبُنا اللّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلى اللّهِ تَوَكّلْنا » .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، عن عكرِمة ، في قوله : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : إذا نُفخ في الصور .

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي رجاء ، عن عكرِمة ، في قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ مثله .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن جابر ، عن مجاهد فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : إذا نُفخ في الصور .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : في الصور ، قال : هي شيء كهيئة البوق .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : هو يوم يُنفخ في الصور الذي ينفخ فيه قال ابن عباس : إن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه ، فقال : «كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ ، وَحَنى جَبْهَتَهُ ، ثُمّ أقْبَلَ بأُذُنِهِ يَسْتَمِعُ مَتى يُؤْمَرُ بالصّيْحَة » فاشتدّ ذلك على أصحابه ، فأمرهم أن يقولوا : «حَسْبُنا اللّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، على اللّهِ تَوَكّلْنا » .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ يقول : الصور .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال الحسن : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : إذا نُفخ في الصّور .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ والناقور : الصور ، والصور : الخلق .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ يعني : الصّور .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، قوله : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : الناقور : الصور .

حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع مثله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قال : الصور .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : فَذَلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ يقول : شديد .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله تعالى ذكره : فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ فبين الله على من يقع على الكافرين غير يسير .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : فَذَلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ يقول : شديد .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله تعالى ذكره : فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ فبين الله على من يقع على الكافرين غير يسير .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

و { على الكافرين } متعلق ب { عسير } .

ووصف اليوم ونحوه من أسماء الزمان بصفات أحداثِه مشهور في كلامهم ، قال السَمَوْأل ، أوْ الحارثي :

وأيَّامُنا مشهورةٌ في عدوّنا *** لها غُرر معلومة وحُجول

وإنما الغُرر والحجول مستعارة لصفات لقائهم العدوّ في أيامهم ، وفي المقامة الثلاثين « لا عَقَدَ هذا العقدَ المبجَّل ، في هذا اليوم الأغَر المُحْجَل ، إلاّ الذي جال وجَاب ، وشب في الكُدْيَة وشَاب » وقال تعالى : { فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات } في سورة فصلت ( 16 ) .

و { غير يسير } تأكيد لمعنى { عسير } بمرادفه . وهذا من غرائب الاستعمال كما يقال : عاجلاً غير آجل ، قال طالب بن أبي طالب :

فلْيكُن المغلوبَ غيرَ الغَالِبْ *** وليكن المسلوبَ غَيْر السَّالِبْ

وعليه من غير التأكيد قوله تعالى : { قد ضلّوا وما كانوا مهتدين } [ الأنعام : 140 ] { قد ضلَلْتُ إذن وما أنا من المهتدين } [ الأنعام : 56 ] . وأشار الزمخشري إلى أن فائدة هذا التأكيد ما يشعر به لفظ { غير } من المغايرة فيكون تعريضاً بأن له حالة أخرى ، وهي اليسر ، أي على المؤمنين ، ليجمع بين وعيد الكافرين وإغاظتهم ، وبشارة المؤمنين .