قوله : { عَلَى الْكَافِرِينَ } : فيه خمسةُ أوجهٍ ، أحدُها : أَنْ يتعلَّق ب " عسير " . الثاني : أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه نعتٌ ل عسير . الثالث : أنه في موضع نصبٍ على الحالِ من الضميرِ المستكنِّ في " عسير " . الرابع : أن يتعلَّقَ ب " يَسير " أي : غيرُ يسيرٍ على الكافرين ، قاله أبو البقاء ، إلاَّ أنَّ فيه تقديمَ معمولِ المضافِ إليه على المضافِ ، وهو ممنوعٌ ، وقد جَوَّز ذلك بعضُهم إذا كان المضاف " غيرَ " بمعنى النفي كقولِه :
إنَّ امرَأً خَصَّني عمْداً مَوَدَّتَه *** على التنائي لَعِنْدي غيرُ مَكْفورِ
وتقدَّم تحريرُ هذا آخرَ الفاتحةِ مُشْبَعاً ، فعليكَ باعتبارِه ثَمَّة . الخامس : أن يتعلَّق بما دَلَّ عليه " غيرُ يسير " أي : لا يَسْهُلُ على الكافرين . قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ فما فائدةُ قولِه : " غيرُ يسير " و " عَسير " مُغْنٍ عنه ؟ قلت : لَمَّا قال " على الكافرين " فقَصَرَ العُسْرَ عليهم قال : " غيرُ يَسير " لِيُؤْذَنَ بأنه لا يكونُ عليهم كما يكون على المؤمنين يَسيراً هَيِّناً ليجمعَ بين وعيدِ الكافرين وزيادةِ غَيْظهم وتبشير المؤمنين وتَسْلِيتهم . ويجوز أن يُراد : عسيرٌ لا يُرْجَى أن يَرْجِعَ يسيراً ، كما يُرْجى تيسيرُ العسيرِ من أمورِ الدنيا " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.