الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

قوله : { عَلَى الْكَافِرِينَ } : فيه خمسةُ أوجهٍ ، أحدُها : أَنْ يتعلَّق ب " عسير " . الثاني : أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه نعتٌ ل عسير . الثالث : أنه في موضع نصبٍ على الحالِ من الضميرِ المستكنِّ في " عسير " . الرابع : أن يتعلَّقَ ب " يَسير " أي : غيرُ يسيرٍ على الكافرين ، قاله أبو البقاء ، إلاَّ أنَّ فيه تقديمَ معمولِ المضافِ إليه على المضافِ ، وهو ممنوعٌ ، وقد جَوَّز ذلك بعضُهم إذا كان المضاف " غيرَ " بمعنى النفي كقولِه :

إنَّ امرَأً خَصَّني عمْداً مَوَدَّتَه *** على التنائي لَعِنْدي غيرُ مَكْفورِ

وتقدَّم تحريرُ هذا آخرَ الفاتحةِ مُشْبَعاً ، فعليكَ باعتبارِه ثَمَّة . الخامس : أن يتعلَّق بما دَلَّ عليه " غيرُ يسير " أي : لا يَسْهُلُ على الكافرين . قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ فما فائدةُ قولِه : " غيرُ يسير " و " عَسير " مُغْنٍ عنه ؟ قلت : لَمَّا قال " على الكافرين " فقَصَرَ العُسْرَ عليهم قال : " غيرُ يَسير " لِيُؤْذَنَ بأنه لا يكونُ عليهم كما يكون على المؤمنين يَسيراً هَيِّناً ليجمعَ بين وعيدِ الكافرين وزيادةِ غَيْظهم وتبشير المؤمنين وتَسْلِيتهم . ويجوز أن يُراد : عسيرٌ لا يُرْجَى أن يَرْجِعَ يسيراً ، كما يُرْجى تيسيرُ العسيرِ من أمورِ الدنيا " .

/خ10