معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذۡنَٰهُمۡ أَخۡذَ عَزِيزٖ مُّقۡتَدِرٍ} (42)

قوله تعالى : { كذبوا بآياتنا كلها } وهي الآيات التسع ، { فأخذناهم } بالعذاب ، { أخذ عزيز } غالب في انتقامه ، { مقتدر } قادر على إهلاكهم ، لا يعجزه ما أراد بهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذۡنَٰهُمۡ أَخۡذَ عَزِيزٖ مُّقۡتَدِرٍ} (42)

فأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، فأغرقهم في اليم هو وجنوده{[937]} في اليم .


[937]:- في ب: فأغرقه وجنوده في اليم.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذۡنَٰهُمۡ أَخۡذَ عَزِيزٖ مُّقۡتَدِرٍ} (42)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يقول: {كذبوا بآياتنا كلها} يعني بالآيات التسع، اليد، والعصا، والطمس، والسنين، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم {فأخذناهم أخذ عزيز} في انتقامه {مقتدر} على هلاكهم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"كَذّبُوا بآياتِنا كُلّها" يقول جلّ ثناؤه كذّب آل فرعون بأدلتنا التي جاءتهم من عندنا، وحججنا التي أتتهم بأنه لا إله إلا الله وحده كلها.

"فأخَذْناهُمْ أخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ" يقول تعالى ذكره: فعاقبناهم بكفرهم بالله عقوبة شديدٍ لا يُغْلب، مقتدر على ما يشاء، غير عاجز ولا ضعيف.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{كذّبوا بآياتنا كلّها} يحتمل أنهم كذّبوا جميع الآيات التي جاءهم بها موسى من آيات الألوهية والوحدانية وآيات الرسالة. وجائز أن تكون هي جميع ما يدل على وحدانية الرّب وألوهيته من الخلائق لأن ذلك اللعين قد ادّعى الألوهية لنفسه، وجميع ما في العالم يدل على ألوهية الله تعالى؛ فهو حين ادّعاها لنفسه، وصدّقه قومه، كذّبوا بذلك جميع الآيات التي تشهد على ألوهية الله تعالى ووحدانيته. وقوله تعالى: {فأخذناهم أخذ عزيزٍ مُقتدِر} أي أخذ عزيز ذليلا وأخذ غالب مغلوبا وأخذ قادر عاجزا وأخذ قاهر مقهورا، والله أعلم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وآل فرعون خاصته الذين كانوا ينضافون إليه بالقرابة والموافقة في المذهب.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{أخذناهم} كذلك يريدهم بالضمير، لأن ذلك الإغراق الذي كان في البحر، كان بالعزة والقدرة، ويحتمل أن يكون قوله: {ولقد جاء آل فرعون النذر} كلاماً تاماً، ثم يكون قوله: {كذبوا بآياتنا كلها} يعود الضمير في {كلها} على جميع من ذكر من الأمم المذكورة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أخذ عزيز} أي لا يغلبه شيء وهو يغلب كل شيء {مقتدر} أي لا يعجل بالأخذ لأنه لا يخاف الفوت ولا يخشى معقباً لحكمه، بالغ القدرة إلى حد لا يدرك الوصف كنهه لأن صيغة الافتعال مبناها على المعاجلة ومن عاجل فعلاً أجهل نفسه فيه، فكان على أتم الوجوه، وهذه الغاية هي المرادة ليس غيرها، فهو تمثيل لأنه سبحانه يخاطبنا بما نعبده، وبهذه المبالغة فلم يلفت منهم أحد.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والإشارة إلى العزة والاقتدار تلقي ظلال الشدة في الأخذ؛ وفيها تعريض بعزة فرعون واقتداره على البغي والظلم. فقد ضاعت العزة الباطلة، وسقط الاقتدار الموهوم. وأخذه الله -هو وآله- أخذ عزيز حقا مقتدر صدقا. أخذهم أخذا شديدا يناسب ما كانوا عليه من ظلم وغشم وبطش وجبروت.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وجملة {كذبوا بآياتنا كلها} بدل اشتمال من جملة {جاء آل فرعون النذر} لأن مجيء النذر إليهم ملابس للآيات، وظهور الآيات مقارن لتكذيبهم بها فمجيء النذر مشتمل على التكذيب لأنه مقارنُ مقارنِهِ.وتأكيد والأخذ: مستعار للانتقام...

{آياتنا} ب {كلها} إشارة إلى كثرتها وأنهم لم يؤمنوا بشيء منها، وتكذيبهم بآية انفلاق البحر تكذيب فعلي لأن موسى لم يَتحدَّهُم بتلك الآية وقوم فرعون لما رأوا تلك الآية عدّوها سحراً وتوهموا البحر أرضاً فلم يهتدوا بتلك الآية. وهذا الأخذ: هو إغراق فرعون ورجالُ دولته وجنده الذين خرجوا لنصرتِه كما تقدم في الأعراف. والعزيز: الذي لا يغلب. والمقتدر: الذي لا يَعجِز. وأريد بذلك أنه أخْذ لم يبق على العدوّ أيّ إبقاء بحيث قطع دابر فرعون وآله.