معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (33)

قوله تعالى : { وبدا لهم } في الآخرة ، { سيئات ما عملوا } ، في الدنيا أي جزاؤها . { وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون* }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (33)

فهذه حالهم في الدنيا وحال البعث الإنكار له ورد قول من جاء به قال تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا } أي : وظهر لهم يوم القيامة عقوبات أعمالهم ، { وَحَاقَ بِهِمْ } أي : نزل { مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي : نزل بهم العذاب الذي كانوا في الدنيا يستهزئون به وبوقوعه وبمن جاء به .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (33)

24

ويتركهم السياق لحظة ليعلن على الملأ شيئاً مما يقع لهؤلاء المنكوبين :

( وبدا لهم سيئات ما عملوا ، وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون . . )

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (33)

{ وبدا لهم } ظهر لهم . { سيئات ما عملوا } على ما كانت عليه بأن عرفوا قبحها وعاينوا وخامة عاقبتها ، أو جزاءها . { وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } وهو الجزاء .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (33)

عطف على جملة { أفلم تكن آياتي تتلى عليكم } [ الجاثية : 31 ] باعتبار تقدير : فيقال لهم ، أي فيقال لهم ذلك { وبدا لهم سيئات ما عملوا } ، أي جُمع لهم بين التوبيخ والإزعاج فوبخوا بقوله : { أفلم تكن آياتي تتلى عليكم } إلى آخره ، وأُزعجوا بظهور سيئات أعمالهم ، أي ظهور جزاء سيئاتهم حين رأوا دار العذاب وآلاته رؤيةَ من يوقن بأنها مُعَدة له وذلك بعِلم يحصل لهم عند رؤية الأهوال . وعبر بالسيئات عن جزائها إشارة إلى تمام المعادلة بين العمل وجزائه حتى جعل الجزاء نفسَ العمل على حد قوله : { فذُوقوا ما كنتم تكنزونَ } [ التوبة : 35 ] .

ومعنى { حاق } أحاط .

و { ما كانوا به يستهزئون } يعُم كلّ ما كان طريق استهزاء بالإسلام من أقوالهم الصادرة عن استهزاء مثل قولهم : { إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين } [ الجاثية : 32 ] . وقول العاصِي بن وائل لخباب بن الأرتّ : لأوتين مالاً وولدا في الآخرة فأقضي منه دينَك . ومن الأشياء التي جعلوها هُزؤاً مثل عذاب جهنم وشجرة الزقوم وهو ما عبر عنه آنفاً ب { سيئات ما عملوا } . وإنما عدل عن الإضمار إلى الموصولية لأن في الصلة تغليطاً لهم وتنديماً على ما فرطوا من أخذ العدة ليوم الجزاء على طريقة قول عبدة بن الطيب :

إن الذين تُرونَهم إخوانَكم *** يشفي غليلَ صدورهم أن تُصرعوا

والمعنى : أنهم قد أودعوا جهنم فأحاط بهم سرداقها .

والباء في { به يستهزئون } يجوز حملها على السببية وعلى تعدية فعل { يستهزئون } إلى ما لا يتعدى إليه أي العذاب .