الضمير المشترك في { قال ألقِها } عائد إلى الله تعالى على طريقة الالتفات من التكلّم الذي في قوله إنني أنا الله ؛ دعا إلى الالتفات وقوع هذا الكلام حواراً مع قول موسى : هي عصاي . . . إلخ .
وقوله { أَلقِهَا } يتضح به أن السؤال كان ذريعة إلى غرض سيأتي ، وهو القرينة على أن الاستفهام في قوله { وما تلك بيمينك } مستعمل في التنبيه إلى أهمية المسؤول عنه كالذي يجيء في قوله : { وما أعجلك عن قومك يا موسى } [ طه : 83 ] .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قال الله لموسى: ألق عصاك التي بيمينك يا موسى.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أراد الآية له منها لما أن قوم فرعون كانوا أهل بصر وحذق في ذلك النوع من السحر، فأحب أن يريهم الآية والعلامة من النوع الذي كان لهم فيه بصر وحذاقة ليعلموا بخروجها عن وسعهم وطوقهم أنها آية وعلامة سماوية وربوبية لا بشرية؛ إذ الأعلام التي جعلها الله آيات وأعلاما لرسله على رسالتهم إنما جعلها خارجة عن وسع البشر وطوقهم ليعلموا بذلك أنها سماوية لا بشرية من سحر أو كهانة، والله أعلم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
حكاية ما أمر الله تعالى موسى بأن يلقى العصا من يده وأن موسى ألقاها، فلما ألقاها صارت في الحال حية تسعى، خرق الله العادة فيها وجعلها معجزة ظاهرة باهرة.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :
... في وجه الفائدة في إظهار هذه الآية ليلة المخاطبة قولان:
أحدهما: لئلا يخاف منها إذا ألقاها بين يدي فرعون.
والثاني: ليريه أن الذي أبعثك إليه دون ما أريتك، فكما ذللت لك الأعظم وهو الحية، أذلل لك الأدنى.
واعلم أن موسى عليه السلام لما ذكر هذه الجوابات أمره الله تعالى بإلقاء العصا فقال: {ألقها يا موسى} وفيه نكت، إحداها: أنه عليه السلام لما قال: {ولي فيها مآرب أخرى} أراد الله أن يعرفه أن فيها مأربة أخرى لا يفطن لها ولا يعرفها وأنها أعظم من سائر مآربه فقال: {ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى}.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
فكأنه قيل: فماذا قيل له؟ فقيل: {قال ألقها} أي العصا، وأنسه بقوله سبحانه وتعالى: {يا موسى}
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ولكن ها هي ذي القدرة القادرة تصنع بتلك العصا في يده ما لم يخطر له على بال، تمهيدا لتكليفه بالمهمة الكبرى: (قال: ألقها يا موسى. فألقاها).
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
الضمير المشترك في {قال ألقِها} عائد إلى الله تعالى على طريقة الالتفات من التكلّم الذي في قوله إنني أنا الله؛ دعا إلى الالتفات وقوع هذا الكلام حواراً مع قول موسى: هي عصاي...
وقوله {أَلقِهَا} يتضح به أن السؤال كان ذريعة إلى غرض سيأتي، وهو القرينة على أن الاستفهام في قوله {وما تلك بيمينك} مستعمل في التنبيه إلى أهمية المسؤول عنه كالذي يجيء في قوله: {وما أعجلك عن قومك يا موسى} [طه: 83].
ارم بها على الأرض، وهو هنا إلقاء الدربة والتمرين على لقاء فرعون، وهنا خرجت العصا عن ناموسها الذي يعلمه موسى عليه السلام، فلم تعد للتوكؤ والهش على الغنم، ولكنها تنتقل من جنس الخشب إلى جنس الحيوان فتصير حية، قال الحق سبحانه: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.