الفاء لتفريع كلامه على أمر الله إياه بالخروج من الجنة وعقابه إياه باللعنة الدائمة وهذا التفريع من تركيب كلام متكلم على كلام متكلم آخر . وهو الملقب بعطف التلقين في قوله تعالى : { قال ومن ذريتي } في سورة [ البقرة : 124 ] .
أقسم الشيطان بعزة الله تحقيقاً لقيامه بالإِغواء دون تخلف ، وإنما أقسم على ذلك وهو يعلم عظمة هذا القَسَم لأنه وجد في نفسه أن الله أقدره على القيام بالإِغواء والوسوسة وقد قال في سورة [ الحجر : 39 ] : { رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين } .
والعزة : القهر والسلطان ، وعزة الله هي العزة الكاملة التي لا تختل حقيقتها ولا يتخلف سلطانها ، وقَسَم إبليس بها ناشىء عن علمه بأنه لا يستطيع الإِغواء إلا لأن الله أقدره ولولا ذلك لم يستطع نقض قدرة الله تعالى .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{قال} إبليس لربه تبارك وتعالى: {فبعزتك}: فبعظمتك.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
{فبعزتك لأغوينهم أجمعين} يقول الله تعالى ذكره: قال إبليس: فبعزتك: أي بقدرتك وسلطانك وقهرك ما دونك من خلقك {لأغوينهم أجمعين} يقول: لأضلن بني آدم أجمعين.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
وإبليس يغوي الخلق بأن يزين لهم القبيح ويرغبهم فيه، والغي خلاف الرشد وهو الخيبة، يقال: أغواه يغويه إغواء، فهو مغوي، إذا دعاه إلى ما فيه الخيبة...
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
لو عَرَفَ عِزَّتَه لَمَا أقسم بها على مخالفته، ويقال تجاسُرُه في مخاطبة الحقِّ -حيث أصَرَّ على الخلاف وأقسم عليه -أَقْبَحُ وأَوْلى في استحقاق اللعنة من امتناعه للسجود لآدم...
جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :
اعلم أن الشيطان مسلط على كل ناظر ومشغوف بتلبيس الحق وتغطيته، ومصر على الوفاء بقوله: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين}، والتحذير منه شديد، ولا يتيسر إلا لمن هو في محل استثنائه حيث قال: {إلا عبادك منهم المخلصين}. جعلنا الله وإياكم منهم، فعليك أن تأخذ في نظرك من الشيطان ووسواسه حذرك...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
قال قتادة: علم عدو الله أنه ليست له عزة فأقسم بعزة الله أنه يغوي ذرية آدم أجمع...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
لما طرده بسبب آدم حلف بعزة الله أنه يضل بني آدم بتزيين الشهوات وإدخال الشبهة عليهم، فمعنى:"لأغوينهم" لأستدعينهم إلى المعاصي، وقد علم أنه لا يصل إلا إلى الوسوسة، ولا يفسد إلا من كان لا يصلح لو لم يوسوسه...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما كانت هذه الإجابة سبباً لأن يخضع وينيب شكراً عليها، وأن يطغى ويتمرد ويخيب لأنها تسليط وتهيئة للشر، فاستشرف السامع إلى معرفة ما يكون من هذين المسببين، عرف أنه منعه الخذلان من اختيار الإحسان بقوله: {قال فبعزتك} أي التي أبت أن يكون لغيرك فعل لا بغير ذلك، ويجوز أن تكون الباء للقسم.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
كشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده، وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه: إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
الفاء لتفريع كلامه على أمر الله إياه بالخروج من الجنة وعقابه إياه باللعنة الدائمة وهذا التفريع من تركيب كلام متكلم على كلام متكلم آخر، وهو الملقب بعطف التلقين في قوله تعالى: {قال ومن ذريتي} في سورة [البقرة: 124]...
أقسم الشيطان بعزة الله تحقيقاً لقيامه بالإِغواء دون تخلف، وإنما أقسم على ذلك وهو يعلم عظمة هذا القَسَم؛ لأنه وجد في نفسه أن الله أقدره على القيام بالإِغواء والوسوسة وقد قال في سورة [الحجر: 39]: {رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين}.
العزة: القهر والسلطان، وعزة الله هي العزة الكاملة التي لا تختل حقيقتها ولا يتخلف سلطانها، وقَسَم إبليس بها ناشئ عن علمه بأنه لا يستطيع الإِغواء إلا لأن الله أقدره ولولا ذلك لم يستطع نقض قدرة الله تعالى...
دلَّتْ على أن إبليس عرف كيف يُقسم حين قال: {فَبِعِزَّتِكَ..} أي: بعزتك يا رب عن خَلْقك وغِنَاك عنهم وعن طاعتهم وإيمانهم {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29].
فمن هذا الباب دخلتُ إليهم، ومن هذا الباب لأغوينهم أجمعين، فأنا لا آخذهم منك يا رب، ومَنْ تريده منهم لا أستطيع الاقترابَ منه، بدليل قوله بعدها: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} إذن: عِزّتك عنهم هي التي أطمعتني فيهم.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
التأكيدات المتتالية في الآية؛ القسم من جهة، ونون التوكيد الثقيلة من جهة أخرى، وكلمة أجمعين من جهة ثالثة، تبيّن أنّه مصمّم بصورة جديّة على المضي في عمله، وأنّه سيبقى إلى آخر لحظة من عمره ثابتاً على عهده بإغواء بني آدم...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.