فجزاء هؤلاء الخونة الفجرة الكذبة ، أن الله أعد لهم عذابا شديدا ، لا يقادر قدره ، ولا يعلم وصفه ، إنهم ساء ما كانوا يعملون ، حيث عملوا بما يسخط الله{[1020]} ويوجب عليهم العقوبة واللعنة .
ثم بين - سبحانه - ما أعده لهم من عذاب فقال : { أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً . . } أي : هيأ الله - تعالى - لهؤلاء المنافقين عذابا قد بلغ النهاية فى الشدة والألم .
وجملة { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } تعليل لنزول العذاب الشديد بهم ، أي : إن هذا العذاب الشديد المهيأ لهم ؛ سببه سوء أعمالهم فى الدنيا ، واستحبابهم العمى على الهدى .
ثم قال :{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : أرصد الله لهم على هذا الصنيع العذاب الأليم على أعمالهم السيئة ، وهي موالاة الكافرين ونصحهم ، ومعاداة المؤمنين وغشهم ؛ ولهذا قال تعالى{ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } .
القول في تأويل قوله تعالى : { أَعَدّ اللّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * اتّخَذْوَاْ أَيْمَانَهُمْ جُنّةً فَصَدّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ } ، يقول تعالى ذكره : أعدّ الله لهؤلاء المنافقين الذين تولّوُا اليهود عذابا في الاَخرة شديدا إنّهُمْ ساء ما كانُوا يَعْمَلُونَ في الدنيا بغشهم المسلمين . ونصحهم لأعدائهم من اليهود .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{أعد الله لهم} في الآخرة {عذابا شديدا إنهم ساء} يعني بئس {ما كانوا يعملون}...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: أعدّ الله لهؤلاء المنافقين الذين تولّوُا اليهود عذابا في الآخرة شديدا" إنّهُمْ ساء ما كانُوا يَعْمَلُونَ "في الدنيا بغشهم المسلمين. ونصحهم لأعدائهم من اليهود.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :
{إنهم ساء ما كانوا يعملون} فتمرنوا على سوء العمل وأصروا عليه.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{أعد الله} أي الذي له العظمة الباهرة فلا كفوء له، وعبر بما دل على التهكم بهم فقال: {لهم عذاباً} أي أمراً قاطعاً... {شديداً} يعلم من رآه ورآهم أن ذواتهم متداعية إليه ضعيفة عنه. ولما أخبر بعذابهم، علله بما دل على أنه واقع في أتم مواقعه، فقال مؤكداً تقبيحاً على من كان يستحسن أفعالهم: {إنهم ساء} أي بلغ الغاية مما يسوء، ودل على أن ذلك كان لهم كالجبلة بقوله: {ما كانوا يعملون} أي يجددون عمله مستمرين عليه لا ينفكون عنه من غشهم المؤمنين ونصحهم الكافرين وعيبهم للإسلام وأهله، واجترائهم على الأيمان الكاذبة، وأصروا على ذلك حتى زادهم التمرن عليه جرأة على جميع المعاصي.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} لأنهم يمثلون في نفاقهم الخطورة الكبيرة على المجتمع المسلم في ما يكيدون له، وفي ما يكيد له الأعداء من خلالهم بإثارة المشاكل في داخله، وتحريك عناصر الخوف في مواقعه {إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} لأنهم ينطلقون فيه من العقدة الخبيثة الكامنة في مواقع الحقد والعداوة من شخصياتهم...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.