نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدًاۖ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (15)

ولما أخبر عن حالهم ، أتبعه الإخبار عن مآلهم ، فقال دالاًّ - كما{[63424]} قال القشيري - على أن{[63425]} - من وافق مغضوباً عليه أشرك نفسه في استحقاق غضب من هو غضبان عليه ، فمن تولى مغضوباً عليه من قبل الله استوجب غضب الله{[63426]} وكفى بذلك هواناً و{[63427]}حزناً وحرماناً ، معبراً بما دل على أنه أمر قد فرغ منه : { أعد الله } أي الذي له العظمة الباهرة فلا كفوء له ، وعبر بما دل على التهكم بهم فقال :{ لهم عذاباً }أي أمراً قاطعاً{[63428]}لكل عذوبة { شديداً }يعلم من{[63429]} رآه ورآهم{[63430]} أن ذواتهم متداعية إليه ضعيفة عنه .

ولما أخبر بعذابهم ، علله{[63431]} بما دل على{[63432]} أنه واقع في أتم مواقعه ، فقال مؤكداً تقبيحاً على من كان يستحسن أفعالهم{[63433]} : { إنهم ساء } أي بلغ الغاية مما يسوء ، ودل على أن ذلك كان لهم كالجبلة بقوله : { ما كانوا يعملون * } أي يجددون عمله مستمرين عليه لا ينفكون عنه من غشهم المؤمنين ونصحهم الكافرين وعيبهم للإسلام وأهله ، واجترائهم على الأيمان الكاذبة ، وأصروا على ذلك حتى زادهم التمرن عليه جرأة على{[63434]} جميع المعاصي .


[63424]:- من ظ وم، وفي الأصل: ولذلك.
[63425]:- زيد من ظ.
[63426]:- زيد في الأصل: عليه، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[63427]:- زيد من م.
[63428]:- من ظ وم، وفي الأصل: قال عاطفا.
[63429]:- من ظ وم، وفي الأصل: يراه ويراهم.
[63430]:- من ظ وم، وفي الأصل: يراه ويراهم.
[63431]:- من ظ وم، وفي الأصل: علل.
[63432]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليه.
[63433]:- من ظ وم، وفي الأصل: حالهم.
[63434]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليها.