معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ} (5)

{ فستبصر ويبصرون } فسترى يا محمد ويرون -يعني أهل مكة- إذا نزل بهم العذاب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ} (5)

وقوله : { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بأَيّكُمُ المُفْتُون } يقول تعالى ذكره : فسترى يا محمد ، ويرى مشركو قومك الذين يدعونك مجنونا بأَيّكُمُ المَفْتُونُ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ يقول : ترى ويرون .

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ} (5)

وقوله تعالى : { فستبصر } أي أنت وأمتك ، و { يبصرون } أي هم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ} (5)

الفاء للتفريع على قوله : { مَا أنت بنعمة ربك بمجنون } [ القلم : 2 ] باعتبار ما اقتضاه قوله { بنعمة ربك } [ القلم : 2 ] من إبطال مقالة قيلت في شأنه قالها أعداؤه في الدين ، ابتدأ بإبطال بهتانهم ، وفرع عليه أنهم إذا نظروا الدلائل وتوسموا الشمائل علموا أي الفريقين المفتون أَهُم مفتونون بالانصراف عن الحق والرشد ، أم هو باختلال العقل كما اختلقوا .

والمقصود هو ما في قوله : { ويبصرون } ولكن أدمج فيه قوله : { فستبصر } ليتأتى بذكر الجانبين إيقاعُ كلام منصف ( أي داع إلى الإِنصاف ) على طريقة قوله : { وإنا أو إياكم لَعَلَى هُدى أو في ضلال مبين } [ سبأ : 24 ] لأن القرآن يبلغ مسامعهم ويتلى عليهم .

وفعْلا ( تبصر ويبصرون ) ، بمعنى البصر الحسي . وروي عن ابن عباس ، أن معناه فستعلم ويعلمون ، فجعله مثل استعمال فعل الرؤية في معنى الظن ، فلعله أراد تفسير حاصل المعنى إذ قد قيل إن الفعل المشتق من ( أبصر ) لا يستعمل بمعنى الظن والاعتقاد عند جمهور اللغويين والنحاة خلافاً لهشام كذا في « التسهيل »{[433]} فالمعنى : ستَرى ويَرَون رأيَ العين أيكم المفتون فإن كان بمعنى العلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ذلك فالسين في قوله : { فستبصر } للتأكيد ، وأما المشركون فسيرون ذلك ، أي يعلمون آثار فتونهم وذلك فيما يرونه يوم بدر ويوم الفتح .

وإن كان بمعنى البصر الحسي فالسين والتاء في كلا الفعلين للاستقبال .

وضمير { يُبصرون } عائد إلى معلوم مقدر عند السامع وهم المشركون القائلون : هو مجنون .


[433]:- شام بن معاوية الكوفي من أصحاب الكسائي توفي سنة 209.