مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ} (5)

واعلم أنه تعالى لما وصفه بأنه على خلق عظيم قال :

{ فستبصر ويبصرون } أي فسترى يا محمد ويرون يعني المشركين ، وفيه قولان : منهم من حمل ذلك على أحوال الدنيا ، يعني ( فستبصر ويبصرون ) الدنيا أنه كيف يكون عاقبة أمرك وعاقبة أمرهم ، فإنك تصير معظما في القلوب ، ويصيرون دليلين ملعونين ، وتستولي عليهم بالقتل والنهب ، قال مقاتل : هذا وعيد بالعذاب ببدر ، ومنهم من حمله على أحوال الآخرة وهو كقوله : { سيعلمون غدا من الكذاب الأشر } .