التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (39)

ثم بين - سبحانه - ما حل بهم من عذاب فقال : { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ . . . } . والبكرة : أول النهار وهو وقت الصبح ، وجىء بلفظ بكرة للإشعار بتعجيل العذاب لهم ، أى : والله لقد نزل بهم عذابنا فى الوقت المبكر من الصباح نزولا دائما ثابتا مستقرا لا ينفك عنهم ، ولا ينفكون عنه . . وقلنا لهم : ذوقوا عذابى ، وسوء عاقبة تكذيبكم لرسولى لوط - عليه السلام - .

   
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (39)

وقوله : فَذُوقُوا عَذَابِي ونُذُرِ يقول تعالى ذكره لهم : فذوقوا معشر قوم لوط عذابي الذي أحللته بكم ، بكفركم بالله وتكذيبكم رسوله ، وإنذاري بكم الأمم سواكم بما أنزلته بكم من العقاب .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (39)

{ فذوقوا عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } كرر ذلك في كل قصة إشعارا بأن تكذيب كل رسول مقتض لنزول العذاب واستماع كل قصة مستدع للادكار والاتعاظ ، واستئنافا للتنبيه والاتعاظ لئلا يغلبهم السهو والغفلة ، وهكذا تكرير قوله : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } . { ويل يومئذ للمكذبين } . ونحوهما .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (39)

وقوله : { فذوقوا عذابي } يحتمل أن يكون من قول الله تعالى لهم ، ويحتمل أن يكون من قول الملائكة ، { ونذر } جمع المصدر ، أي وعاقبة نذري التي كذبتم بها ، وقوله : { مستقر } في صفة العذاب ، لأنه لم يكشف عنهم كاشف ، بل اتصل ذلك بموتهم ، وهم مدة موتهم تحت الأرض معذبون بانتظار جهنم ، ثم يتصل ذلك بعذاب النار ، فهو أمر متصل مستقر ، وكرر { فذوقوا عذابي ونذر } تأكيداً وتوبيخاً ، وروى ورش عن نافع : «نذري » بياء .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (39)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

"فذوقوا عذابي ونذر" يقول: هذا الذي أنذروا ألم يجدوه حقا؟...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فَذُوقُوا عَذَابِي ونُذُرِ "يقول تعالى ذكره لهم: فذوقوا معشر قوم لوط عذابي الذي أحللته بكم، بكفركم بالله وتكذيبكم رسوله، وإنذاري بكم الأمم سواكم بما أنزلته بكم من العقاب.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: ما فائدة تكرير قوله {فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرءان لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}؟ قلت: فائدته أن يجدّدوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأوّلين ادكاراً واتعاظاً، وأن يستأنفوا تنبهاً واستيقاظاً، إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه، وأن يقرع لهم العصا مرات، يقعقع لهم الشن تارات؛ لئلا يغلبهم السهو ولا تستولى عليهم الغفلة، وهكذا حكم التكرير، كقوله: {فَبِأَي ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} [الرحمن: 13] عند كل نعمة عدّها في سورة الرحمن، وقوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} [المرسلات: 15] عند كل آية أوردها في سورة والمرسلات، وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب، مصورة للأذهان، مذكورة غير منسية في كل أوان...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وكرر {فذوقوا عذابي ونذر} تأكيداً وتوبيخاً...

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

"فذوقوا عذابي ونذر": توكيد وتوبيخ ذلك عند الطمس، وهذا عند تصبيح العذاب.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تفريع قولٍ محذوف خوطبوا به مراد به التوبيخ؛ إمّا بأن ألقي في روعهم عند حلول العذاب، بأن ألقَى الله في أسماعهم صوتاً. والخطاب لجميع الذين أصابهم العذاب المستقر، وبذلك لم تكن هذه الجملة تكريراً. وحذفت ياء المتكلم من قوله: {ونذر} تخفيفاً.