معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} (26)

{ فلما رأوها قالوا إنا لضالون } أي لما رأوا الجنة محترقة قالوا : إنا لمخطئون الطريق ، ضللنا مكان جنتنا ، ليست هذه بجنتنا .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} (26)

ثم صور - سبحانه - حالهم تصويرا بديعا عندما شاهدوا جنتهم ، وقد صارت كالصريم ، فقال : { فَلَمَّا رَأَوْهَا قالوا إِنَّا لَضَآلُّونَ }

أى : فحين شاهدوا جنتهم - وهلى على تلك الحال العجيبة - قال بعضهم لبعض : إنا الضالون عن طريق جنتنا ، تائهون عن الوصول إليها . . لأن هذه الجنة الخاوية على عروشها ليست هى جنتنا التى عهدناها بالأمس القريب ، زاخرة بالثمار .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} (26)

وها هم أولاء يفاجأون . فلننطلق مع السياق ساخرين . ونحن نشهدهم مفجوئين :

( فلما رأوها قالوا : إنا لضالون ) . .

ما هذه جنتنا الموقرة بالثمار . فقد ضللنا إليها الطريق ! . . ولكنهم يعودون فيتأكدون :

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} (26)

وقوله : { فلما رأوها } أي محترقة حسبوا أنهم قد ضلوا الطريق ، وأنها ليست تلك ، فلما تحققوها علموا أنها أصيبت .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} (26)

أي استفاقوا من غفلتهم ورجعوا على أنفسهم باللائمَة على بطرهم وإهمال شكر النعمة التي سيقت إليهم ، وعلموا أنهم أُخذوا بسبب ذلك ، قال تعالى : { وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون } [ الأعراف : 168 ] . ومن حِكم الشيخ ابن عطاء الله الإسكندري « مَن لَم يشكر النعم فقد تَعَرَّض لزوالها ، ومن شكرها فقد قيَّدها بعِقالها » .

وأفادت ( لَمَّا ) اقتران جوابها بشرطها بالفور والبداهة . والمقصود من هذا التعريضُ للمشركين بأن يكون حالهم في تدارك أمرهم وسرعة إنابتهم كحال أصحاب هذه الجنة إذ بادروا بالندم وسألوا الله عوض خير .

وإسناد هذه المقالة إلى ضمير { أصحاب الجنة } [ القلم : 17 ] يقتضي أنهم قالوه جميعاً ، أي اتفقوا على إدراك سبب ما أصابهم .

ومعنى { إنا لضالون } أنهم علموا أنهم كانوا في ضلال أي عن طريق الشكر ، أي كانوا غير مهتدين وهو كناية عن كون ما أصابهم عقاباً على إهمال الشكر ، فالضلال مجاز .

وأكَّدوا الكلام لتنزيل أنفسهم منزلة من يشك في أنهم ضالون طريق الخير لقرب عهدهم بالغفلة عن ضلالهم ففيه إيذان بالتحسر والتندم .