تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} (26)

الآيتان 26 و27 وقوله تعالى : { فلما رأوها قالوا إنا لضالون } أي قد ضللنا الطريق . فكان عندهم أنهم قد ضلوا الطريق . ولذلك لم يتوصلوا إلى ثمارها [ ثم ]{[21803]} ظهر لهم أنهم لم يضلوا الطريق ، بل حرموا بركة الثمار بجنايتهم التي جنوها [ { بل نحن محرومون } ]{[21804]} فتذكروا صنيعهم ، وندموا على ذلك ، فأقبلوا بالاستكانة والتضرع إلى الله تعالى ، فتاب عليهم .

فلعل الذي قال [ إن قوله تعالى ]{[21805]} : { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } يخرج على هذا ، وهو أنا بلونا أصحاب الجنة ، فتذكّروا ، فرفع عنهم العذاب ، ولم يتذكر أهل مكة ، فحل عليهم العذاب يوم بدر ، كما قال : { فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } [ المؤمنون : 76 ] .


[21803]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م
[21804]:ساقطة من الأصل و م
[21805]:ساقطة من الأصل و م