معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

وأما الحجة الثانية فهى قوله - سبحانه - : { قُلْ مَن رَّبُّ السماوات السبع وَرَبُّ العرش العظيم } وهو كرسيه الذى وسع السموات والأرض ؟

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

53

( قل : من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) . . فهو سؤال عن الربوبية المدبرة ، المصرفة للسماوات السبع والعرش العظيم . والسماوات السبع قد تكون أفلاكا سبعة ، أو مجموعات نجمية سبعة ، أو سدما سبعة ، أو عوالم سبعة ، أو أية خلائق فلكية سبعة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

{ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } أي : من هو خالق العالم العُلْوي بما فيه من الكواكب النيّرات ، والملائكة الخاضعين له في سائر الأقطار منها والجهات ، ومن هو رب العرش العظيم ، يعني : الذي هو سقف المخلوقات ، كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " شأن الله أعظم من ذلك ، إن{[20635]} عرشه على سمواته هكذا " وأشار بيده مثل القبة{[20636]} .

وفي الحديث الآخر : " ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وإن الكرسي بما فيه بالنسبة إلى العرش كتلك الحلقة في تلك الفلاة " {[20637]} .

ولهذا قال بعض السلف : إن مسافة ما بين قطري العرش من جانب إلى جانب مسيرة خمسين ألف سنة ، [ وارتفاعه عن الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة ]{[20638]} .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : إنما سمي عرشًا لارتفاعه .

وقال الأعمش عن كعب الأحبار : إن السموات والأرض في العرش ، كالقنديل المعلق بين السماء والأرض .

وقال مجاهد : ما السموات والأرض في العرش إلا كحلقة في أرض فَلاة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا العلاء بن سالم ، حدثنا وَكِيع ، حدثنا{[20639]} سفيان الثوري ، عن عمار الدُّهني{[20640]} ، عن مسلم البَطِين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : العرش لا يقدر أحد قدره . وفي رواية : إلا الله عز وجل{[20641]} . وقال بعض السلف : العرش من ياقوتة حمراء .

ولهذا قال هاهنا : { وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } يعني : الكبير : وقال في آخر السورة : { رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }

أي : الحسن البهي . فقد جمع العرش بين العظمة في الاتساع والعلو ، والحسن الباهر ؛ ولهذا قال من قال : إنه من ياقوتة حمراء .

وقال ابن مسعود : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور{[20642]} العرش من نور وجهه .


[20635]:- في ف : "لأن".
[20636]:- سنن أبي داود برقم (4726) عن حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه.
[20637]:- رواه الطبري في تفسيره (5/399) من طريق ابن وهب عن ابن زيد عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه ، وقد سبق من رواية ابن مردويه عند تفسير الآية : 2 من سورة الرعد.
[20638]:- زيادة من أ.
[20639]:- في أ : "عن".
[20640]:- في أ : "الذهبي".
[20641]:- ورواه ابن أبي شيبة في صفة العرش (ق 114) والحاكم في المستدرك (2/282) من طريق الضحاك بن مخلد عن سفيان عن عمار الذهني به ، وقال الحاكم : "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
[20642]:- في أ : "فوق".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ مَن رّبّ السّمَاوَاتِ السّبْعِ وَرَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا محمد : من ربّ السموات السبع ، وربّ العرش المحيط بذلك ؟ سيقولون : ذلك كله لله ، وهو ربه . فقل لهم : أفلا تتقون عقابه على كفركم به وتكذيبكم خبره وخبر رسوله ؟

وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله : سَيَقُولُونَ لِلّهِ فقرأ ذلك عامة قرّاء الحجاز والعراق والشام : سَيَقُولُونَ لِلّهِ سوى أبي عمرو ، فإنه خالفهم فقرأه : «سَيَقُولُونَ اللّهُ » في هذا الموضع ، وفي الاَخر الذي بعده ، اتباعا لخط المصحف ، فإن ذلك كذلك في مصاحف الأمصار إلاّ في مصحف أهل البصرة ، فإنه في الموضعين بالألف ، فقرءوا بالألف كلّها اتباعا لخط مصحفهم . فأما الذين قرءوه بالألف فلا مؤنة في قراءتهم ذلك كذلك ، لأنهم أجروا الجواب على الابتداء وردّوا مرفوعا على مرفوع . وذلك أن معنى الكلام على قراءتهم : قل من ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم ؟ سيقولون ربّ ذلك الله . فلا مؤنة في قراءة ذلك كذلك . وأما الذين قرءوا ذلك في هذا والذي يليه بغير ألف ، فإنهم قالوا : معنى قوله قُلْ مَنْ رَبّ السّمَوَاتِ لمن السموات ؟ لمن ملك ذلك ؟ فجعل الجواب على المعنى ، فقيل : لله لأن المسألة عن ملك ذلك لمن هو ؟ قالوا : وذلك نظير قول قائل لرجل : مَن مولاك ؟ فيجيب المجيب عن معنى ما سئل ، فيقول : أنا لفلان لأنه مفهوم بذلك من الجواب ما هو مفهوم بقوله : مولاي فلان . وكان بعضهم يذكر أن بعض بني عامر أنشده :

وأعْلَمُ أنّنِي سأكُونُ رَمْسا *** إذَا سارَ النّوَاجِعُ لا يَسِيرُ

فَقالَ السّائِلُونَ لَمِنْ حَفَرْتُمْ *** فَقالَ المُخْبِرُونَ لَهُمْ : وَزِيرُ

فأجاب المخفوض بمرفوع ، لأن معنى الكلام : فقال السائلون : من الميت ؟ فقال المخبرون : الميت وزير فأجابوا عن المعنى دون اللفظ .

والصواب من القراءة في ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علماء من القرّاء ، متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . غير أني مع ذلك أختار قراءة جميع ذلك بغير ألف ، لإجماع خطوط مصاحف الأمصار على ذلك سوى خط مصحف أهل البصرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

أمر الله تعالى نبيه بتوقيفهم على هذه الأشياء التي لا يمكنهم إلا الإقرار بها ويلزم من الإقرار بها أن يؤمنوا بباريها ويذعنوا لشرعه ورسالة رسوله ، وقرأ الجميع في الأول { لله } بلا خلاف وفي الثاني والثالث ، فقرأ أبو عمرو وحده «لله » جواباً على اللفظ ، وقرأ باقي السبعة ، «لله » جواباً على المعنى كأنه قال في السؤال لمن ملك { السموات السبع } إذ قولك لمن هذه الدار ؟ وقولك من مالك هذه الدار ؟ واحد في المعنى{[8531]} ثم جعل التوبيخ مدرجاً بحسب وضوح الحجة شيئاً فشيئاً فوقف على الأرض ومن فيها وجعل بإزاء ذلك التذكر ، ثم وقف على { السموات السبع } ، و { العرش } ، وجعل بإزاء ذلك التقية وهي أبلغ من التذكر وهذا بحسب وضوح الحجة .


[8531]:لا خلاف في الأول بين القراء فهو: {سيقولون لله} لأن اللام تقدمت في قوله: {لمن الأرض} عند السؤال فجاءت في الجواب، واختلف القراء في الثاني والثالث حملا على اللفظ أو على المعنى لأن السؤال خلا من اللام، فمن قرأ: [الله] نظر إلى اللفظ، ومن قرأ [الله] نظر إلى المعنى، ومن هذا قول الشاعر: إذا قيل من رب المزالف والقرى ورب الجياد الجرد قلت لخالد إذ التقدير: لمن المزالف؟ وهي القرى التي تقع بين البر والبحر.

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (86)

تكرير الأمر بالقول وإن كان المقول مختلفاً دون أن تعطف جملة { مَن رب السماوات } لأنها وقعت في سياق التعداد فناسب أن يعاد الأمر بالقول دون الاستغناء بحرف العطف . والمقصود وقوع هذه الأسئلة متتابعة دفعاً لهم بالحجة ، ولذلك لم تُعَد في السؤالين الثاني والثالث جملة { إن كنتم تعلمون } [ المؤمنون : 84 ] اكتفاءً بالافتتاح بها .