معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (38)

قوله عز وجل { لأصحاب اليمين } يريد أنشأناهن لأصحاب اليمين .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (38)

واللام فى قوله : { لاًّصْحَابِ اليمين } متعلقة بأنشأناهن ، أو جعلناهن .

أى : أنشأناهن كذلك ، ليكن فى صحبة أصحاب اليمين ، على سبيل التكريم لهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (38)

( لأصحاب اليمين ) . . مخصصات لهم . ليتسق ذلك مع ( الفرش المرفوعة ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (38)

وقوله : { لأصْحَابِ الْيَمِينِ } أي : خلقنا لأصحاب اليمين ، أو : ادخرن لأصحاب اليمين ، أو : زوجن لأصحاب اليمين . والأظهر أنه متعلق بقوله : { إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً . فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا . عُرُبًا أَتْرَابًا . لأصْحَابِ الْيَمِينِ } فتقديره : أنشأناهن لأصحاب اليمين . وهذا توجيه ابن جرير {[28116]} .

رُوِي عن أبي سليمان الدَّاراني - رحمه الله - قال : صليتُ ليلة ، ثم جلست أدعو ، وكان البردُ شديدًا ، فجعلت أدعو بيد واحدة ، فأخذتني عيني فنمت ، فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول : يا أبا سليمان ، أتدعو بيد واحدة وأنا أُغذَّى لك في النعيم من خمسمائة سنة !

قلت : ويحتمل أن يكون قوله : { لأصْحَابِ الْيَمِينِ } متعلقًا بما قبله ، وهو قوله : { أَتْرَابًا لأصْحَابِ الْيَمِينِ } أي : في أسنانهم . كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، من حديث جرير ، عن عُمَارة بن القعقاع ، عن أبي زُرْعَة ، عن أبي هُرَيرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دُرّيّ في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألُوّة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خَلْق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعًا في السماء " {[28117]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة - وروى الطبراني ، واللفظ له ، من حديث حماد بن سلمة - عن علي بن زيد بن جُدْعَان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جُردا مُردًا بيضًا جِعادًا مُكَحَّلين ، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين ، وهم على خَلْق آدم ستون ذراعًا في عرض سبعة أذرع " {[28118]} .

وروى الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي ، عن عمران القطان ، عن قتادة ، عن شَهْر بن حَوْشب ، عن عبد الرحمن بن غَنْم ، عن مُعَاذ بن جَبَل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جُردًا مُردًا مكحلين أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة " . ثم قال : حسن غريب{[28119]}

وقال ابن وهب : أخبرنا عمرو بن الحارث أنّ دَرَّاجًا أبا السمح حَدَّثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير ، يُرَدون بني ثلاث وثلاثين في الجنة ، لا يزيدون عليها أبدًا ، وكذلك أهل النار " .

ورواه الترمذي عن سُوَيْد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، به {[28120]}

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا القاسم بن هاشم ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا روَّاد بن الجراح العسقلاني ، حدثنا الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ على طول آدم ستين ذراعًا بذراع الملك ! على حُسْن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة ، وعلى لسان محمد ، جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُون " {[28121]} .

وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قالا حدثنا عمر عن الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُبعث{[28122]} أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاثٍ وثلاثين ، جُردًا مُردًا مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها ، لا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم " {[28123]} .


[28116]:- (2) تفسير الطبري (27/109).
[28117]:- (3) صحيح البخاري برقم (3327) وصحيح مسلم برقم (2834).
[28118]:- (4) المسند (2/295) والمعجم الأوسط برقم (4894) "مجمع البحرين".
[28119]:- (5) سنن الترمذي برقم (2545).
[28120]:- (1) سنن الترمذي برقم (2562) ورواه من طريق ابن وهب وأبو نعيم في صفة الجنة برقم (259).
[28121]:- (2) صفة الجنة لابن أبي الدنيا برقم (215).
[28122]:- (3) في أ: "يدخل".
[28123]:- (4) البعث لابن أبي داود برقم (64) وانظر كلام المحقق الفاضل في سماع هارون بن رئاب عن أنس.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (38)

وقوله : لاِءَصحَابِ اليَمِينِ يقول تعالى ذكره : أنشأنا هؤلاء اللواتي وصف صفتهنّ من الأبكار للذين يؤخذ بهم ذات اليمين من موقف الحساب إلى الجنة .