أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ} (85)

ونحن أقرب أي ونحن أعلم إليه إلى المحتضر منكم عبر عن العلم بالقرب الذي هو أقوى سبب الاطلاع ولكن لا تبصرون لا تدركون كنه ما يجري عليه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ} (85)

وقوله تعالى : { ونحن أقرب إليه منكم } يحتمل أن يريد ملائكته ورسله ، ويحتمل أن يريد بقدرتنا وغلبتنا ، فعلى الاحتمال الأول يجيء قوله : { ولكن لا تبصرون } من البصر بالعين ، وعلى التأويل الثاني يجيء من البصر بالقلب . وقال عامر بن عبد قيس : ما نظرت إلى شيء إلا رأيت الله أقرب إليه مني .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ} (85)

وجملة { ونحن أقرب إليه منكم } في موضع الحال من مفعول { تنظرون } المحذوف ، أو معترضة والواو اعتراضية .

وأيَّاً ما كانت فهي احتراس لبيان أن ثمة حضوراً أقرب من حضورهم عند المحتضر وهو حضور التصريف لأحواله الباطنة .

وقربُ الله : قربُ علممٍ وقدرة على حد قوله : { وجاء ربك } [ الفجر : 22 ] أو قرب ملائكته المرسلين لتنفيذ أمره في الحياة والموت على حد قوله : { ولقد جئناهم بكتاب } [ الأعراف : 52 ] ، أي جاءهم جبريل بكتاب ، قال تعالى : { حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم } [ الأعراف : 37 ] .

وجملة { ولكن لا تبصرون } معترضة بين جملة { ونحن أقرب إليه منكم } وجملة { فلولا إن كنتم غير مدينين } وكلمة { فلولا } الثانية تأكيد لفظي لنظيرها السابق أعيد لتُبنى عليه جملة { ترجعونها } لطول الفصل .