تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ} (85)

75

التفسير :

85- { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ } .

الله أقرب إلينا في كل لحظة ، أقرب إلينا بعلمه وملائكته ، قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . ( ق : 16 ) .

لكن في هذه الحالة حين يحضر الأقارب والأحباب حول الميت ، ويشاهدون حشرجة الروح وخروجها إلى بارئها ، والملائكة أقرب إلى الميت من المشاهدين له ، حيث تقبض روحه بأمر الله تعالى .

وقد نسب الله تعالى قبض الروح إليه سبحانه في قوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها . . . } ( الزمر : 42 ) .

كما نسب قبض الروح إلى ملك الموت في قوله تعالى : { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ثم إلى ربكم تُرجعون } . ( السجدة : 11 ) .

كما نسب قبض الروح إلى الملائكة فقال سبحانه : حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رُسلنا وهم لا يفرّطون . ( الأنعام : 61 ) .

قال العلماء : الحياة والموت والكون كله بيد الله ، فنسب الله الموت إليه ، وملك الموت هو الذي يباشر نزع الروح من الجسد فنسبت الوفاة إليه ، ولملك الموت أعوان من الملائكة فنسبت الوفاة إليهم ، ولا تعارض بين الآيات ، فالمرجع كله إليه سبحان وتعالى .