نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدۡ ضَلَّ قَبۡلَهُمۡ أَكۡثَرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (71)

ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد المحبة لهداهم والحزن على ضلالهم ، والأسف على غيهم ومحالهم ، وكان الضلال مع العقل أولاً ، ثم مع وجود الرسل الذين هم من الصدق والمعجزات والأمور الملجئة إلى الهدى ثانياً كالمحال ، سلاه سبحانه بقوله على سبيل التأكيد لزيادة التحقيق : { ولقد ضل قبلهم } أي قبل من يدعوهم في جميع الزمان الذي تقدمهم { أكثر الأولين * } بحيث إنه لم يمض قرن بعد آدم عليه السلام إلا وكله أو جله ضلال .