تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ} (3)

ثم قال : { وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ } أي : بُسطت وفرشت وَوُسِّعَت .

قال ابن جرير ، رحمه الله : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن{[29872]}

ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يومُ القيامة مَدَّ الله الأرض مَدَّ الأديم حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه ، فأكون أول من يدعى ، وجبريل عن يمين الرحمن ، والله ما رآه قبلها ، فأقول : يا رب ، إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي ؟ فيقول الله عز وجل : صدق . ثم أشفع فأقول : يا رب ، عبادك عبدوك في أطراف الأرض . قال : وهو المقام المحمود " {[29873]} .


[29872]:- (1) في أ: "حدثنا أبو".
[29873]:- (2) تفسير الطبري (30/72) ورواه عبد الرزاق في تفسيره (1/328) ومن طريقه الطبري في تفسيره (15/99) عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين به مرسلا، ورواه أبو نعيم في الحلية (3/145) من طريق محمد بن جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن رجل من أهل العلم به، وقال: "صحيح تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين لم يروه عنه إلا الزهري ولا عنه إلا إبراهيم بن سعد، وعلي بن الحسين هو أفضل وأتقى من أن يروه عن رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول به". وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/400): "رجاله ثقات، وهو صحيح إن كان الرجل صحابيا". لكن الحديث له علة وهي الاختلاف على الزهري في اسم الصحابي، فرواه الحاكم في المستدرك (5/570) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن جابر مرفوعا بنحوه، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ} (3)

و «مد الأرض » : هو إزالة جبالها حتى لا يبقى فيها عوج ولا أمت فذلك مدها ، وفي الحديث : «إن الله تعالى يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم العكاظي{[11699]} »


[11699]:أخرجه الحاكم بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم، ثم لا يكون لابن آدم منها إلا موضع قدميه). والأديم: الجلد، والعكاظي: نسبة إلى عكاظ، والمراد : مما حمل إلى عكاظ فبيع بها.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ} (3)

ومَدّ الأرض : بسطها ، وظاهر هذا أنها يُزال ما عليها من جبال كما يُمد الأديم فتزول انثناءاته كما قال تعالى : { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً } [ طه : 105 107 ] .

ومن معاني المدّ أن يكون ناشئاً عن اتساع مساحة ظاهرها بتشققها بالزلازل وبروز أجزاء من باطنها إلى سطحها .

ومن معاني المدّ أن يزال تكويرها بتمدد جسمها حتى تصير إلى الاستطالة بعد التكوير . وذلك كله مما يؤذن باختلال نظام سير الأرض وتغير أحوال الجاذبية وما يحيط بالأرض من كرة الهواء فيعقب ذلك زوالُ هذا العالم .