نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ} (3)

ولما بدأ بالعالم العلوي لكونه أشرف لأنه أعلى مكانة ومكاناً ، ثنى بالسفلي فقال تعالى : { وإذا الأرض } أي على-{[72323]} ما لها من الصلابة والثخانة والكثافة ، وأشار بالبناء للمفعول إلى سهولة الفعل فيها عليه سبحانه وتعالى وسرعة انفعالها مع كونه أعجب من انشقاق السماء فإنه ربما كان في الشيء لوهيه{[72324]} من تطاول مرور الزمان عليه بخلاف المد فقال : { مدت } أي بسطت بسط الأديم ومطت فامتطت فزيد في سعتها جداً بعد أن تمهدت فصارت دكاء فزالت جبالها وآكامها وتلالها ، فلا{[72325]} ترى فيها عوجاً ولا أمتاً كما أن الأديم إذا مد كان كذلك فزال تثنيه واتسع .


[72323]:زيد من ظ و م.
[72324]:من ظ و م، وفي الأصل: أوهى.
[72325]:من ظ و م، وفي الأصل: فما.