الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ} (3)

ومدُّ الأرْضِ هي إزالةُ جبالِها حتى لا يبقى فيها عوجٌ ولا أمْتٌ ، وفي الحديث : " تُمَدُّ مَدَّ الأَدِيمِ " ، و{ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } يعني : من الموتَى ؛ قاله الجمهورُ . وخَرَّج الختلي أبو القاسمِ إسحاقُ بن إبراهيم في كتاب «الدّيباج » له بسندهِ عن نافعٍ عن ابن عمرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : { إِذَا السماء انشقت * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قال : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقَّ عَنْهُ الأَرْضُ فَأَجْلِسُ جَالِساً في قَبْرِي ، فَيُفتَحُ لِي بَابٌ إلَى السَّمَاءِ بِحِيَالِ رَأْسِي حتى أَنْظُرَ إلَى العَرْشِ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لي بَابٌ مِنْ تَحْتِي ؛ حتى أَنْظُرَ إلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ ؛ حتى أَنْظُرَ إلى الثرى ، ثُمَّ يُفْتَحُ لي بَابٌ عَنْ يَمِينِي حتى أَنْظُرَ إلَى الجَنَّةِ وَمَنَازِلِ أَصْحَابِي ، وَإنَّ الأَرْضَ تَحَرَّكَتْ تَحْتِي فَقُلْتُ : مَا لَكِ أَيَّتُهَا الأَرْضُ ؟ قَالَتْ : إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُلْقِيَ مَا في جَوْفِي ، وأنْ أَتَخَلَّى ؛ فَأَكُونَ كَمَا كُنْتُ ؛ إذْ لاَ شَيْءَ فِيَّ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } أي : سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَسْمَعَ وَتُطِيعَ " ، الحديثَ ، انتهى من «التذكرة » ، و{ تخلّت } معناه خَلَّتْ عَمَّا كَانَ فيها لَمْ تَتَمَسَّكْ منهم بشيء .