تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ} (5)

ثم قال تعالى متوعدا لهم : { أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } ؟ أي : أما يخافُ أولئك من البعث والقيام بين يَدَي من يعلم السرائر والضمائر ، في يوم عظيم الهول ، كثير الفزع ، جليل الخطب ، من خسر فيه أدخل نارا حامية ؟

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ} (5)

و «اليوم العظيم » : يوم القيامة ، و { يوم } ظرف عمل فيه فعل مقدر يبعثون ونحوه ، وقال الفراء : هو بدل من { ليوم عظيم } ، لكنه بني ويأبى ذلك البصريون ، لأنه مضاف إلى معرب

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ} (5)

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

سماه عظيما لما ذكرنا من دوام عذابه ودوام عقابه...

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

يعني يوم القيامة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ليوم} أي لأجله وفيه، وزاد التهويل بقوله: {عظيم} أي لعظمة ما يكون فيه من الجمع والحساب الذي يكون عنه الثواب و العقاب مما لا يعلمه على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

واللام في قوله: {ليوم عظيم} لام التوقيت مثل {أقم الصلاة لدلوك الشمس} [الإسراء: 78]. وفائدة لام التوقيت إدماج الرد على شبهتهم الحاملة لهم على إنكار البعث باعتقادهم أنه لو كان بعث لبُعثت أمواتُ القرون الغابرة، فأومأ قوله {ليوم} أن للبعث وقتاً معيناً يقع عنده لا قبله. ووصف يوم ب {عظيم} باعتبار عظمة ما يقع فيه من الأهوال، فهو وصف مجازي عقلي...

الشعراوي – 1419هـ:

ووصف الحق سبحانه وتعالى ذلك اليوم بالعظمة؛ لأنك إذا قارنته بأي شيء وجدته أعلى منه وأعظم.

فإذا ما قارنت النفع العاجل في يومك الحاضر بالنفع الآجل يوم القيامة وجدت أن نتيجة المقارنة واضحة، فمن مبادئ الاقتصاد أنني إذا أردت أن أقوم بصفقة تجارية فإن ذلك لكي تحقق لي نفعاً أكبر مما بذلته فيها، فإن لم تحقق لي ذلك النفع فإنها تكون صفقة فاشلة.

فهؤلاء الذين يطففون المكيال يريدون أن يحققوا لدنياهم شيئاً من الرخاء والرفاهية، وهذا في حد ذاته حسن، ولكنهم ليسوا اقتصاديين؛ لأن هذه الصفقة لم تحقق الربح المناسب، وهو أنهم ضحوا بآخرتهم لأجل متاع قليل من متاع الدنيا، وهذا من الخسران المبين.

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

هذا اليوم عظيم ولا شك أنه عظيم كما قال تعالى: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} [الحج: 1]. عظيم في طوله، في أهواله، فيما يحدث فيه، في كل معنى تحمله كلمة عظيم، لكن هذا العظيم هو على قوم عسير، وعلى قوم يسير، قال تعالى: {على الكافرين غير يسير} [المدثر: 10]. وقال تعالى: {يقول الكافرون هذا يوم عسر} [القمر: 8]. لكنه بالنسبة للمؤمنين جعلنا الله منهم يسير كأنما يؤدي به صلاة فريضة من سهولته عليه ويسره عليه، لاسيما إذا كان ممن استحق هذه الوقاية العظيمة...