تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ} (21)

وقوله : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ . لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ } أي : فذكر - يا محمد - الناس بما أرسلت به إليهم ، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ؛ ولهذا قال : { لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ } قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : لست عليهم بجبار .

وقال ابن زيد : لست بالذي تكرههم على الإيمان .

قال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع ، عن سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عز وجل " . ثم قرأ : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ }

وهكذا رواه مسلم في كتاب " الإيمان " ، والترمذي والنسائي في كتابي{[30006]} التفسير " من سننيهما ، من حديث سفيان بن سعيد الثوري ، به بهذه الزيادة{[30007]} وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية أبي هريرة ، بدون ذكر هذه الآية{[30008]} .


[30006]:- (1) في أ: "في كتاب".
[30007]:- (2) المسند (3/300) وصحيح مسلم برقم (21) وسنن الترمذي برقم (3341) وسنن النسائي الكبرى برقم (11670).
[30008]:- (3) صحيح البخاري برقم (2946) وصحيح مسلم برقم (21).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ} (21)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ * لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ * إِلاّ مَن تَوَلّىَ وَكَفَرَ * فَيْعَذّبُهُ اللّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ * إِنّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمّ إِنّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فَذَكّرْ يا محمد عبادي بآياتي ، وعظهم بحججي ، وبلّغهم رسالتي إنّمَا أنْتَ مُذَكّرٌ يقول : إنما أرسلتك إليهم مذكرا ، لتذكرهم نعمتي عندهم ، وتعرّفهم اللازم لهم ، وتعظهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ} (21)

ثم أمر تعالى نبيه بالتذكير بهذه الآية ونحوها .