تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ} (34)

يقول آمرًا لإبليس أمرًا كونيًّا لا يخالف ولا يمانع ، بالخروج من المنزلة التي كان فيها من الملأ الأعلى ، وإنه { رَجِيمٌ } أي : مرجوم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ} (34)

وقوله : فاخْرُجْ مِنْها يقول الله تعالى ذكره لإبليس : فاخْرُجْ مِنْها فإنّكَ رَجِيمٌ .

والرجيم المرجوم ، صرف من مفعول إلى فعيل وهو المشتوم ، كذلك قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : فإنّكَ رَجِيمٌ والرجيم : الملعون .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : فاخْرُجْ مِنْها فإنّكَ رَجِيمٌ قال : ملعون . والرجم في القرآن : الشتم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ} (34)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال فاخرج منها}، يعني: من ملكوت السماء، {فإنك رجيم}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

والرجيم: المرجوم... وهو المشتوم... عن قتادة:"فإنّكَ رَجِيمٌ"، والرجيم: الملعون.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فاخرج منها}:

قال بعضهم: اخرج من السماء إلى الأرض...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

...ويقال: إن إبليس ملعون السماء والأرض، وإن أهل السماء يلعنونه، كما أن أهل الأرض يلعنونه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{رَّجِيمٍ} شيطان من الذين يرجمون بالشهب، أو مطرود من رحمة الله؛ لأن من يطرد يرجم بالحجارة.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{قال فاخرج منها فإنك رجيم} فهذا ليس جوابا عن تلك الشبهة على سبيل التصريح، ولكنه جواب عنها على سبيل التنبيه. وتقريره أن الذي قاله الله تعالى نص، والذي قاله إبليس قياس، ومن عارض النص بالقياس كان رجيما ملعونا. وتمام الكلام في هذا المعنى ذكرناه مستقصى في سورة الأعراف...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

يقول آمرًا لإبليس أمرًا كونيًّا لا يخالف ولا يمانع، بالخروج من المنزلة التي كان فيها من الملأ الأعلى...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

فكأنه قيل: فبماذا أجيب؟ فقيل: {قال فاخرج} أي تسبب عن كبرك أني أقول لك: اخرج {منها} أي من دار القدس، قيل: السماء، وقيل: الجنة {فإنك رجيم} أي مطرود إذ الرجم لا يكون إلا لمن هو بعيد يراد الزيادة في إبعاده بل إهلاكه، وعلة الإخراج أنها دار لا يقيم بها متكبر عاصٍ بمخالفة أمري، فإن لي الحكم النافذ والعظمة التامة المقتضية لوجوب الطاعة، لا ينبغي لمن أمرته بما مر أن يتخلف عن أمري فضلاً عن أن يضرب لي الأمثال، ويواجهني بالجدال، طاعناً فيما لي من الجلال والجمال...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

عطفت جملة أمره بالخروج بالفاء لأن ذلك الأمر تفرع على جوابه المُنبئ عن كفره وعدم تأهله للبقاء في السماوات، والفاء في {فإنك رجيم} دالّة على سبب إخراجه من السماوات، و (إنّ) مؤذنة بالتعليل، وذلك إيماء إلى سبب إخراجه من عوالم القدس، وهو ما يقتضيه وصفه بالرجيم متلوث الطوية وخبث النفس، أي حيث ظهر هذا فيك فقد خبثت نفسك خبثاً لا يرجى بعده صلاح، فلا تَبقى في عالم القدس والنزاهة. والرجيم: المطرود، وهو كناية عن الحقارة. وتقدم في أول هذه السورة {وحفظناها من كل شيطان رجيم} [سورة الحجر: 17]... و {اللعنة}: السّبّ بالطرد. و (على) مستعملة في الاستعلاء المجازي؛ وهو تمكن اللعنة والشتم منه حتى كأنه يقع فوقه.