تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ} (54)

ثم أخبر عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا انقضاء ولا زوال ولا انتهاء فقال : { إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ } كقوله تعالى : { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] وكقوله { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود : 108 ] وكقوله { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ فصلت : 8 ] أي : غير مقطوع وكقوله : { أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } [ الرعد : 35 ] والآيات في هذا كثيرة جدا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ} (54)

وقوله : ( إنّ هَذَا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ ) : يقول تعالى ذكره : إن هذا الذي أعطينا هؤلاء المتقين في جنّات عدن من الفاكهة الكثيرة والشراب ، والقاصرات الطرف ، ومكنّاهم فيها من الوصول إلى اللذّات وما اشتهته فيها أنفسهم لرزقنا ، رزقناهم فيها كرامة منا لهم ما لَهُ مِنْ نَفادٍ يقول : ليس له عنهم انقطاع ولا له فناء ، وذلك أنهم كلما أخذوا ثمرة من ثمار شجرة من أشجارها ، فأكلوها ، عادت مكانها أخرى مثلها ، فذلك لهم دائم أبدا ، لا ينقطع انقطاع ما كان أهل الدنيا أوتوه في الدنيا ، فانقطع بالفناء ، ونَفِد بالإنفاد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : ( إنّ هَذَا لَرزْقُنا مالَهُ مِنْ نَفادٍ ) : قال : رزق الجنة ، كلما أُخذ منه شيء عاد مثله مكانه ، ورزق الدنيا له نفاد .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ما لَهُ مِنْ نَفادٍ : أي ما له انقطاع .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ} (54)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إن هذا} في الجنة.

{لرزقنا ما له من نفاد} هذا الرزق للمتقين.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"إنّ هَذَا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ": يقول تعالى ذكره: إن هذا الذي أعطينا هؤلاء المتقين في جنّات عدن من الفاكهة الكثيرة والشراب، والقاصرات الطرف، ومكنّاهم فيها من الوصول إلى اللذّات وما اشتهته فيها أنفسهم لرزقنا، رزقناهم فيها كرامة منا لهم.

"ما لَهُ مِنْ نَفادٍ" يقول: ليس له عنهم انقطاع ولا له فناء... لا ينقطع انقطاع ما كان أهل الدنيا أوتوه في الدنيا، فانقطع بالفناء، ونَفِد بالإنفاد.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان هذا يصدق بأن يوجد ثم ينقطع كما هو المعهود من حال الدنيا، أخبر أنه على غير هذا المنوال فقال: {إن هذا} أي المشار إليه إشارة الحاضر الذي لا يغيب.

{لرزقنا} أي للرزق الذي يستحق الإضافة إلينا في مظهر العظمة، فلذلك كانت النتيجة: {ما له من نفاد} أي فناء وانقطاع، بل هو كالماء المتواصل في نبعه، كلما أخذ منه شيء أخلف في الحال؛ بحيث إنه لا يميز المأخوذ من الموجود بوجه من الوجوه، فيكون في ذلك تلذيذ وتنعيم لأهل الجنة بكثرة ما عنده، وبمشاهدة ما كانوا يعتقدونه ويثبتونه لله تعالى من القدرة على الإعادة في كل وقت، جزاء وفاقاً عكس ما يأتي لأهل النار...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا} الذي رزقناه للمتقين ليعيشوا حياة الرضى والطمأنينة والنعيم.

{مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ} لأن خزائن الله لا تنفد...