تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ} (9)

وقوله : { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أي : يواظبون عليها في مواقيتها ، كما قال ابن مسعود : سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أيّ العمل أحب إلى الله ؟ قال : " الصلاة على وقتها " . قلت : ثم أيّ ؟ قال : " بِرُّ الوالدين " . قلت : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " .

أخرجاه في الصحيحين{[20473]} . وفي مستدرك الحاكم قال : " الصلاة في أول وقتها " {[20474]} .

وقال ابن مسعود ، ومسروق في قوله : { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } يعني : مواقيت الصلاة . وكذا قال أبو الضُّحَى ، وعلقمة بن قيس ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة .

وقال قتادة : على مواقيتها وركوعها وسجودها .

وقد افتتح الله ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة ، واختتمها بالصلاة ، فدل على أفضليتها ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " {[20475]} .


[20473]:- صحيح البخاري برقم (5970) وصحيح مسلم برقم (85).
[20474]:- المستدرك (1/188) وقال الحاكم : "فقد صحت هذه اللفظة باتفاق الثقتين بندار بن بشار ، والحسن بن مكرم على روايتهما عن عثمان بن عمرو ، وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
[20475]:- جاء من حديث ثوبان : رواه ابن ماجه في السنن برقم (277) من طريق سفيان عن منصور عن ابن أبي الجعد عنه به وفيه انقطاع. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : رواه ابن ماجه في السنن برقم (278) من طريق المعتمر عن ليث عن مجاهد عنه به ، وليث بن أبي سليم ضعيف. ومن حديث أبي أمامة : رواه ابن ماجه في السنن برقم (279) من طريق إسحاق بن أسيد عن أبي حفص الدمشقي عنه به ، وضعفه البوصيري في الزوائد.