اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ} (9)

وقوله : { والذين هُمْ على صَلَوَاتِهِمْ{[32222]} يُحَافِظُونَ } قرأ الأخوان «عَلَى صَلاَتِهِمْ » بالتوحيد ، والباقون «صَلَوَاتِهِمْ » بالجمع{[32223]} ، وليس في المعارج{[32224]} خلاف{[32225]} . والإفراد{[32226]} والجمع كما تقدم في «أَمَانَتِهم ) و ( أَمَانَاتِهِمْ ) {[32227]} . قال الزمخشري : فإنْ قُلْتَ : كيف كرر ذكر الصلاة أولاً وآخراً ؟ قلت : هما ذكران مختلفان وليس بتكرير ، وصفوا أولاً بالخشوع في صلاتهم ، وآخراً بالمحافظة عليها{[32228]} . ثم قال : وأيضاً فقد وحدت{[32229]} أولاً ليفاد{[32230]} الخشوع في جنس الصلاة ، أي صلاة كانت{[32231]} ، وجمعت آخراً لتفاد المحافظة على أعدادها وهي الصلوات{[32232]} الخمس والوتر والسنن الراتبة{[32233]} ، وهذا إنما يتجه في قراءة غير الأخوين وأما{[32234]} الأخوان فإنهما أفردا أولاً وآخراً على أنَّ الزمخشري قد حكى الخلاف في جمع الصلاة الثانية وإفرادها بالنسبة إلى القراءة . وقيل : كرر ذكر الصلاة ليبين أنّ المحافظة عليها واجبة كما أن الخشوع فيها واجب{[32235]} .


[32222]:في الأصل: صلاتهم.
[32223]:السبعة (444)، الحجة لابن خالويه (255)، النشر 2/328، الاتحاف 317.
[32224]:في قوله تعالى: {والذين هم على صلاتهم يحافظون} [المعارج: 34].
[32225]:أي في القراءة بالإفراد.
[32226]:في الأصل: "الإفراد" بدون واو العطف.
[32227]:في الآية السابقة.
[32228]:الكشاف 3/43.
[32229]:في الأصل: وقد وحد أيضا.
[32230]:في النسختين: ليعاد. والصواب ما أثبته.
[32231]:في ب: أي كانت صلاة كانت. وهو تحريف.
[32232]:في الأصل: الصلاة.
[32233]:الكشاف 3/43- 44.
[32234]:في ب: فأما.
[32235]:انظر البغوي 6/8.