صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

ثم لما وصف سبحانه من أدبر وتولى معللا بهلعه وجزعه استثنى ما يقابله فقال : { إلا المصلين } ، ووصفهم بما ينبئ عن كمال تنزههم عن الهلع من الاستغراق في طاعة الله ، والإشفاق على الخلق ، والإيمان بالجزاء ، والخوف من العقوبة ، وكسر الشهوة ، وإيثار الآخرة على الأولى .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

ثم قال :

{ إِلاَّ المصلين }

إن هؤلاء المتّصفين بهذه الصفات الطيبة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

ثم استثنى فقال :{ إلا المصلين } استثنى الجمع من الواحد ، لأن الإنسان في معنى الجمع .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

{ إن الإنسان خلق هلوعا } الإنسان هنا اسم جنس بدليل الاستثناء منه ، سئل أحمد بن يحيى مؤلف الفصيح عن الهلوع فقال قد فسره الله فلا تفسير أبين من تفسيره وهو قوله : { إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا } وذكره الله على وجه الذم لهذه الخلائق ، ولذلك استثنى منه المصلين لأن صلاتهم تحملهم على قلة الاكتراث بالدنيا فلا يجزعون من شرها ولا يبخلون بخيرها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

ولما كان التقدير : فهو يسارع في آثار ما جبل عليه ما يترتب{[68364]} على الجزع مما لا يجوز في الشرع ومما يترتب على المنع من ذلك أيضاً فيكون من أهل النار ، وكان من القدرة البالغة أن يحفظ سبحانه من أراد من الخزي مع جبلته ويحمله على كسر نفسه مرة بعد أخرى حتى يتلاشى ما عنده من جبلة الشر وتبقى الروح على حالها{[68365]} عند الفطرة الأولى ، فلا تزال تحثه على المبادرة إلى طاعته سبحانه وتعالى وحفظ حدوده ، فكان لا كرامة أعظم من حفظ المكلف لحدود الشرع مع المنافاة لطبعه ، فيكون جامعاً للإيمان بنصفيه : الصبر والشكر ، لما جمع من هذه الأوصاف الثمان المعادة لأبواب الجنة الثمان ، فكانت أسباباً لها ، استثنى من{[68366]} هذا النوع الهلوع ولذلك جمع فقال : { إلا المصلين * } أي المحافظين على الصلاة التي هي مواطن الافتقار ، العريقين في هذا الوصف ، فإنه لا يشتد هلعهم فلا يشتد جزعهم ولا منعهم ، فيكونوا في أحسن تقويم معتدلين مسارعين فيما يرضي الرب ، لأنه سبحانه قرن بما جبلهم عليه من الهلع من طهارة الجسد لطهارة طينته وزكاء{[68367]} روحه ما هيأه به لتهذيب نفسه مما يسره له من أصدقاء{[68368]} الخير وأولياء المعروف وسماع المواعظ الحسان والإبعاد عن معادن الدنس من البقاع والأقران والكلام والأفعال وغير ذلك من سائر الأحوال ، والملابسة بكل ما يحمل على المعالي من صالح الخلال{[68369]} حتى كانوا من أهل الكمال ،


[68364]:- من ظ وم، وفي الأصل: لا يترتب.
[68365]:- من ظ وم، وفي الأصل: ما بها.
[68366]:- زيد من ظ وم.
[68367]:- من ظ وم، وفي الأصل: زكاة.
[68368]:- من ظ وم، وفي الأصل: أصداق.
[68369]:- من ظ وم، وفي الأصل: ومعه.