تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

19

المفردات :

على صلاتهم دائمون : مواظبون عليها ، لا يشغلهم عنها شاغل .

التفسير :

22 ، 23- إلا المصلين* الذين هم على صلاتهم دائمون .

استثنى الله ممن اتصف بالهلع والجزع والمنع فئة المصلّين ، فإن الصلاة تربط المؤمن بالله ، وتجعله يحنّ إلى الوقوف بين يديه وطاعته ، وامتثال أمره واجتناب نواهيه ، فتزيده الصلاة يقينا وهدوء بال ، وانشراح صدر وجميل عطاء .

الذين هم على صلاتهم دائمون .

فهم مستمرون في المحافظة عليها ، لا يتركون صلاة مفروضة ، بل يؤدون جميع الفرائض ، ويحفّونها بالنوافل .

وقيل : معنى : الذين هم على صلاتهم دائمون .

أي : خاشعون في الصلاة ، يتدبّرون معاني ما يقرؤون ، وما يسبّحون ويحمدون ويكبّرون ، فهم في الصلاة جسما وروحا ، مداومون على الخشوع داخل الصلاة ، مداومون على إتمام ركوعها وسجودها وخشوعها ، وذلك بمعنى قوله تعالى : قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون . ( المؤمنون : 1 ، 2 ) .

ومن معاني المداومة على الصلاة الاستمرار في الصلاة وإكمالها ، بإسباغ الوضوء لها وأدائها في أول الوقت ، وصلاة النوافل معها ، والبعد عن المعصية واللغو وكل ما يضادّ الطاعة .

قال تعالى : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر . . . ( العنكبوت : 45 ) .

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ )ix .