صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ} (91)

{ فراغ إلى آلهتهم } فمال بخفية إلى أصنامهم ليكسرها . وأصل الروغ : الميل إلى الشيء على سبيل الاحتيال . يقال : راغ إليه ، مال نحو أمره يريده منه بالاحتيال . وراغ الثعلب روغا وروغانا : مال إلى جانب ليخدع من خلفه ؛ فتجوز به عما ذكر .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ} (91)

قوله تعالى : " فراغ إلى آلهتهم " قال السدي : ذهب إليهم . وقال أبو مالك : جاء إليهم . وقال قتادة : مال إليهم . وقال الكلبي : أقبل عليهم . وقيل : عدل . والمعنى متقارب . فراغ يروغ روغا وروغانا إذا مال . وطريق رائغ أي مائل . وقال الشاعر :

ويُريك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغُ عنك كما يَرُوغُ الثَّعْلَبُ

فقال : " ألا تأكلون " فخاطبها كما يخاطب من يعقل ؛ لأنهم أنزلوها بتلك المنزلة . وكذا قيل : كان بين يدي الأصنام طعام تركوه ليأكلوه إذا رجعوا من العيد ، وإنما تركوه لتصيبه بركة أصنامهم بزعمهم . وقيل : تركوه للسدنة . وقيل : قرب هو إليها طعاما على جهة الاستهزاء ، فقال : " ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون " .